المقسمي الذي ذهب المحقق السبزواري إلى أنه الكلى الطبيعي، فهو ليس كليا طبيعيا لوجهين:
أحدهما: ما افاده المحقق النائيني (ره) وهو ان اللابشرط المقسمي عبارة عن الطبيعة الجامعة بين الكلى المعبر عنه باللا بشرط القسمي، والماهية المطلقة الصادقة على الافراد الخارجية، والكلي المعبر عنه بالماهية المجردة وبشرط لا، التي لا موطن لها الا العقل الممتنع صدقها على الافراد الخارجية، والكلي المعبر عنه بالماهية بشرط شئ الذي لا يصدق الا على الافراد الواجدة لما اعتبر فيه من الخصوصية، وبديهي انه يستحيل ان يكون الجامع بين هذه الأقسام، هو الكلى الطبيعي، لان الكلى الطبيعي، هو الكلى الجامع بين الافراد الخارجية الممكن صدقه عليها فهو حينئذ لا يعقل ان يكون مقسما للكلي العقلي الممتنع صدقه على الافراد الخارجية، لان المقسم لابد من أن يكون متحققا في ضمن جميع أقسامه ولا يعقل ان تكون الماهية المعتبرة على نحو تصدق على الافراد الخارجية في ضمن الماهية المعتبرة على نحو يمتنع صدقها على ما في الخارج.
ثانيهما: ان الماهية المعنونة بعنوان كونها اللابشرط المقسمي، التي لا تحقق لها الا في ضمن أحد أقسامها من الماهية المجردة، والمخلوطة، والمطلقة، كما هو الشأن في كل مقسم بالإضافة إلى أقسامه - وبعبارة أخرى - انه عنوان انتزاعي، ويكون عروضه على الماهية في مرتبة متأخرة عن عروض تلك التقسيمات عليها غير قابلة للصدق والانطباق على ما في الخارج حيث لا وجود لها الا الذهن، فلا تصلح ان تكون كليا طبيعيا، واما مع قطع النظر عن هذا العنوان فهي قابلة للانطباق عليها وتصلح ان تكون كليا طبيعيا، الا انها حينئذ ليست الماهية اللابشرط المقسمي بل هي ماهية المهملة.
واما اللابشرط القسمي الذي ذهب المحقق النائيني (ره) إلى أنه الكلى الطبيعي، فهو أيضا لا يكون كذلك لان اللابشرط القسمي هو الماهية المطلقة، ويعتبر فيها انطباقها بالفعل على جميع مصاديقها، لأنه قد لو حظ فيها السريان الفعلي، واما الكلى الطبيعي فهو قابل لان يصدق على الخارجيات، لا انه هو الصادق بالفعل عليها بلحاظ فنائه فيها.
فالكلي الطبيعي هو الماهية المهملة غير المقيدة بلحاظ خاص حتى لحاظها بقصر