العلماء - في غاية القلة إلى زمان متأخري المتأخرين (1)، مع أن بعض هؤلاء (2) وجدناهم لا يفرقون في مقارنات المستصحب بين أفرادها، ويثبتون بالاستصحاب جميع ما لا ينفك عن المستصحب، على خلاف التحقيق الآتي في التنبيهات الآتية إن شاء الله تعالى (3).
ودعوى: أن اعتبار الاستصحابات العدمية لعله ليس لأجل الظن حتى يسري إلى الوجوديات المقارنة معها، بل لبناء العقلاء عليها في أمورهم بمقتضى جبلتهم.
مدفوعة: بأن عمل العقلاء في معاشهم على ما لا يفيد الظن بمقاصدهم والمضي في أمورهم - بمحض الشك والتردد - في غاية البعد، بل خلاف ما نجده من أنفسنا معاشر العقلاء.
وأضعف من ذلك أن يدعى: أن المعتبر عند العقلاء من الظن الاستصحابي هو الحاصل بالشئ من تحققه السابق، لا الظن الساري من هذا الظن إلى شئ آخر، وحينئذ فنقول: العدم المحقق سابقا يظن بتحققه لاحقا - ما لم يعلم أو يظن تبدله بالوجود - بخلاف الوجود المحقق سابقا فإنه لا يحصل الظن ببقائه لمجرد تحققه السابق، والظن الحاصل ببقائه من الظن الاستصحابي المتعلق بالعدمي المقارن له غير