الزجاج: الله خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره، ولكن المعنى: إن الله يجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم، ومثله قوله تعالى - أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم - معناه: أولئك الذين لا يترك الله مجازاتهم. قرأ الجمهور " إن ربهم " بكسر الهمزة وباللام في لخبير، وقرأ أبو السماك بفتح الهمزة وإسقاط اللام من لخبير.
وقد أخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في الأفراد وابن مردويه عن ابن عباس قال " بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيلا فاستمرت شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت (والعاديات ضبحا) ضبحت بأرجلها " ولفظ ابن مردويه: ضبحت بمناخرها (فالموريات قدحا) قدحت بحوافرها الحجارة فأورت نارا (فالمغيرات صبحا) صبحت القوم بغارة (فأثرن به نقعا) أثارت بحوافرها التراب (فوسطن به جمعا) صبحت القوم جميعا. وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عنه قال " بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية إلى العدو فأبطأ حبرها، فشق ذلك عليه، فأخبره الله خبرهم وما كان من أمرهم، فقال (والعاديات ضبحا) قال: هي الخيل ".
والضبح نخير الخيل حين تنخر (فالموريات قدحا) قال: حين تجرى الخيل تورى نارا أصابت سنابكها الحجارة (فالمغيرات صبحا) قال: هي الخيل أغارت فصبحت العدو (فأثرن به نقعا) قال: هي الخيل أثرن بحوافرها، يقول بعدو الخيل، والنقع الغبار (فوسطن به جمعا) قال: الجمع العدو. وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح قال: تقاولت أنا وعكرمة في شأن العاديات، فقال: قال ابن عباس: هي الخيل في القتال، وضبحها حين ترخى مشافرها إذا عدت (فالموريات قدحا) أرت المشركين مكرهم (فالمغيرات صبحا) قال: إذا صبحت العدو (فوسطن به جمعا) قال: إذا توسطت العدو. وقال أبو صالح: فقلت قال علي هي الإبل في الحج ومولاي كان أعلم من مولاك. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال: بينما أنا في الحجر جالس إذ أتاني رجل يسأل عن العاديات ضبحا، فقلت: الخيل - حين تغير في سبيل الله ثم تأوى إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم، فانفتل عني فذهب إلى علي ابن أبي طالب وهو جالس تحت سقاية زمزم، فسأله عن العاديات ضبحا، فقال: سألت عنها أحدا قبلي؟ قال:
نعم سألت عنها ابن عباس، فقال: هي الخيل حين تغير في سبيل الله، فقال اذهب فادعه لي، فلما وقفت على رأسه قال: تفتى الناس بما لا علم لك، والله إن كانت لأول غزوة في الإسلام لبدر، وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف تكون (العاديات ضبحا) إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى المزدلفة، فإذا أووا إلى المزدلفة أوقدوا النيران، والمغيرات صبحا: من المزدلفة إلى منى، فذلك جمع، وأما قوله (فأثرن به نقعا) فهي نقع الأرض تطؤه بأخفافها وحوافرها. قال ابن عباس: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود (والعاديات ضبحا) قال: الإبل، أخرجوه عنه من طريق الأعمش عن إبراهيم النخعي. قال إبراهيم: وقال علي بن أبي طالب: هي الإبل. وقال ابن عباس: هي الخيل، فبلغ عليا قول ابن عباس: فقال: ما كانت لنا خيل يوم بدر. قال ابن عباس: إنما كانت تلك في سرية بعثت. وأخرج عبد بن حميد عن عامر الشعبي قال: تمارى علي وابن عباس في العاديات ضبحا، فقال ابن عباس: هي الخيل، وقال علي: كذبت يابن فلانة، والله ما كان معنا يوم بدر فارس إلا المقداد كان على فرس أبلق. قال: وكان يقول هي الإبل، فقال ابن عباس: ألا ترى أنها تثير نقعا فما شئ تثير إلا بحوافرها. وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس (والعاديات ضبحا) قال:
الخيل (فالموريات قدحا) قال: الرجل إذا أورى زنده (فالمغيرات صبحا) قال: الخيل تصبح العدو (فأثرن به