من القاصرات الطرف لو دب محول * من الذر فوق الأتب منها لأثرا و " من " الأولى عبارة عن السعداء، و " من " الثانية عبارة عن الأشقياء. وقال محمد بن كعب: فمن يعمل مثقال ذرة من خير من كافر يرى ثوابه في الدنيا وفي نفسه وماله وأهله وولده حتى يخرج من الدنيا، وليس له عند الله خير، ومن يعمل مثقال ذرة من شر من مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في ماله ونفسه وأهله وولده حتى يخرج من الدنيا، وليس له عند الله شر، والأول أولى. قال مقاتل: نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير ويقول: إنما أوعد الله النار على الكافرين. قرأ الجمهور " يره " في الموضعين بضم الهاء وصلا وسكونها وقفا، وقرأ هشام بسكونها وصلا ووقفا، ونقل أبو حيان عن هشام وأبي بكر سكونها، وعن أبي عمرو ضمها مشبعة، وباقي السبعة بإشباع الأولى وسكون الثانية، وفي هذا النقل نظر، والصواب ما ذكرنا. وقرأ الجمهور " يره " مبنيا للفاعل في الموضعين. وقرأ ابن عباس وابن عمر والحسن والحسين ابنا علي وزيد بن علي وأبو حيوة وعاصم والكسائي في رواية عنهما والجحدري والسلمي وعيسى على البناء للمفعول فيهما: أي يريه الله إياه. وقرأ عكرمة " يراه " على توهم أن من موصولة، أو على تقدير الجزم بحذف الحركة المقدرة في الفعل.
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس (إذا زلزلت الأرض زلزالها) قال: تحركت من أسفلها (وأخرجت الأرض أثقالها) قال: الموتى (وقال الإنسان مالها) قال:
الكافر يقول مالها (يومئذ تحدث أخبارها) قال: قال لها ربك قولي (بأن ربك أوحى لها) قال: أوحى لها (يومئذ يصدر الناس أشتاتا) قال: من كل من ههنا وههنا. وأخرج ابن المنذر عنه (وأخرجت الأرض أثقالها).
قال: الكنوز والموتى. وأخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " تقئ الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجئ القاتل فيقول في هذا قتلت، ويجئ القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي، ويجئ السارق فيقول في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا ". وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال " قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يومئذ تحدث أخبارها) قال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، تقول عمل كذا وكذا، فهذا أخبارها ". وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " إن الأرض لتجئ يوم القيامة بكل عمل عمل على ظهرها، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا زلزلت الأرض زلزالها) حتى بلغ (يومئذ تحدث أخبارها) ". وأخرج الطبراني عن ربيعة الخرشي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " تحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة ". وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم في تاريخه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال " بينما أبو بكر الصديق يأكل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ نزلت عليه (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) فرفع أبو بكر يده وقال: يا رسول الله إني لراء ما عملت من مثقال ذرة من شر، فقال: يا أبا بكر أرأيت ما ترى في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ويدخر لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة ". وأخرج إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد والحاكم وابن مردويه