الطعام) الآية قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله (يوما عبوسا) قال: ضيقا (قمطريرا) قال: طويلا. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (يوما عبوسا قمطريرا) قال: يقبض ما بين الأبصار. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس قال: القمطرير الرجل المنقبض ما بين عينيه ووجهه. وأخرج ابن المنذر عنه (ولقاهم نضرة وسرورا) قال: نضرة في وجوههم وسرورا في صدورهم.
قوله (متكئين فيها على الأرائك) منصوب على الحال من مفعول جزاهم، والعامل فيها جزى، ولا يعمل فيها صبروا، لأن الصبر إنما كان في الدنيا، وجوز أبو البقاء أن يكون صفة لجنة. قال الفراء: وإن شئت جعلت متكئين تابعا، كأنه قال: جزاهم جنة متكئين فيها. وقال الأخفش: يجوز أن يكون منصوبا على المدح، والضمير من فيها يعود إلى الجنة، والأرائك: السرر في الحجال، وقد تقدم تفسيرها في سورة الكهف (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) الجملة في محل نصب على الحال من مفعول جزاهم، فتكون من الحال المترادفة، أو من الضمير في متكئين، فتكون من الحال المتداخلة، أو صفة أخرى لجنة، والزمهرير أشد البرد، والمعنى: أنهم لا يرون في الجنة حر الشمس ولا برد الزمهرير، ومنه قول الأعشى:
منعمة طفلة كالمها * لم تر شمسا ولا زمهريرا وقال ثعلب: الزمهرير القمر بلغة طي، وأنشد لشاعرهم:
وليلة ظلامها قد اعتكر * قطعتها والزمهرير ما زهر ويروى ما ظهر: أي لم يطلع القمر، وقد تقدم تفسير هذا في سورة مريم (ودانية عليهم ظلالها) قرأ الجمهور " دانية " بالنصب عطفا على محل لا يرون، أو على متكئين، أو صفة لمحذوف: أي وجنة دانية، كأنه قال: وجزاهم جنة دانية. وقال الزجاج: هو صفة لجنة المتقدم ذكرها. وقال الفراء: هو منصوب على المدح. وقرأ أبو حيوة " ودانية " بالرفع على أنه خبر مقدم وظلالها مبتدأ مؤخر، والجملة في موضع النصب على الحال. والمعنى: أن