(وعن شمائلهم) من حيث لا يبصرون. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عنه أيضا في الآية قال: لم يستطع أن يقول من فوقهم. وفي لفظ علم أن الرحمة تنزل من فوقهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله (مذءوما) قال:
ملوما، مدحورا: قال مقيتا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد (مذءوما) قال: منفيا (مدحورا) قال: مطرودا.
سورة الأعراف الآية (19 - 25) قوله (ويا آدم) هو على تقدير القول: أي وقلنا يا آدم. قال له هذا القول بعد إخراج إبليس من الجنة، أو من السماء، أو من بين الملائكة كما تقدم. وقد تقدم معنى الإسكان، ومعنى (لا تقربا هذه الشجرة) في البقرة.
ومعنى (من حيث شئتما) من أي نوع من أنواع الجنة شئتما أكله، ومثله ما تقدم من قوله تعالى - وكلا منها رغدا حيث شئتما - وحذف النون من (فتكونا) لكونه معطوفا على المجزوم أو منصوبا على أنه جواب النهي. قوله (فوسوس لهما الشيطان) الوسوسة: الصوت الخفي، والوسوسة: حديث النفس، يقال وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا بكسر الواو، والوسوسة بالفتح الاسم: مثل الزلزلة والزلزال، ويقال لهمس الصائد والكلاب وأصوات الحلي وسواس. قال الأعشى * تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت * والوسواس: اسم الشيطان. ومعنى وسوس له: وسوس إليه أو فعل الوسوسة لأجله. قوله (ليبدي لهما) أي ليظهر لهما، واللام للعاقبة كما في قوله - ليكون لهم عدوا وحزنا -، وقيل هي لام كي: أي فعل ذلك ليتعقبه الإيذاء، أو لكي يقع الإيذاء. قوله (ما ووري) أي ما ستر وغطى (عنهما من سوآتهما) سمى الفرج سوءة، لأن ظهوره يسوء صاحبه، أراد الشيطان أن يسوءهما بظهور ما كان مستورا عنهما من عوراتهما فإنهما كانا لا يريان عورة أنفسهما ولا يراها أحدهما من الآخر، وإنما لم تقلب الواو في (وورى) همزة، لأن الثانية مدة، قيل إنما بدت عورتهما لهما لا لغيرهما، وكان عليهما نور يمنع من رؤيتها (وقال) أي الشيطان لهما (ما نهاكما ربكما عن) أكل هذه الشجرة (إلا أن تكونا ملكين) أن في