المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج ٧ - الصفحة ٥٦٨
وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ".
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي فقال أحد الرجلين: يا رسول الله!
أمرنا على بعض ما ولاك الله، وقال الآخر مثل ذلك، قال: فقال: " إنا والله لا نولي هذا العمل أحدا سأله ولا أحدا حرص عليه ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم ستحرصون على الامارة، وستصير حسرة وندامة، فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة ".
(4) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا مسعر قال ثنا علي بن زيد بن جدعان قال ثنا عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نسأل الامارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال: قال العباس يا رسول الله!
ألا تستعملني فقال: " يا عباس يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها ".
(6) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال:
ما من حكم يحكم بين الناس إلا حشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يقف به على شفير جهنم ثم يرفع رأسه إلى الرحمن، فإن قال له: اطرحه، طرحه في مهوى أربعين خريفا، قال وقال مسروق: لان أقضي يوما واحدا بعدل وحق أحب إلى من سنة أغزوها في سبيل الله.

(2 / 2) لان المرء لا يسأل سلطانا ولا يحرص على سلطان إلا طلبا لجاه ورغبة في دنيا يصيبها لان من يعرف المسؤولية حق المعرفة ويعرف كيف يكون حسابه يوم القيامة عليها يخشاها ولا يطلبها.
هذا العمل: أي الامارة والامرة.
(2 / 3) نعمت المرضعة: لأنهم إنما تولوا الامارة باسم الاسلام والمسلمين.
بئست الفاطمة: أي الدنيا الغرور التي قد تضل من يتولى الامر بغير حقه وينتظره الحساب العسير.
(2 / 4) وكلت إليها: أي صرت أنت مطيعا لسلطانها مغترا بها فضللت.
أعنت عليها: أعانك الله عليها وهداك سواء السبيل لأنك إنما توليتها تكليفا ولم تطلبها تشريفا.
(2 / 5) تنجيها أو تنجيها: أي شخص تدعوه بلا سلام ويسلم على يديك.
(2 / 6) وقول مسعود الأرجح فيه الرفع لان مثل هذا لا يقال عن رأي.
أما قول مسروق فيفيد عظيم ثواب الحاكم إذا عدل وحكم بالحق
(٥٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 ... » »»
الفهرست