السالكين كما مر مرارا ويؤيد ما ذكرنا ما رواه الطيبي في شرح المشكاة عن سفيان الثوري في تفسير الجماعة حيث قال لو أن فقيها على رأس جبل لكان هو الجماعة والحق أن مراده صلى الله عليه وآله وسلم بالسواد الأعظم مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام كما يشعر به كلام الزمخشري وفخر الدين الرازي في تفسيريهما لما نزل في شأن علي عليه السلام من قوله تعالى " وتعيها أذن واعية " فإنهما قالا " فإن قيل لم قال أذن واعية على التوحيد والتنكير قلنا للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة ولتوبيخ الناس بقلة من يعي فيهم وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت فهو السواد الأعظم وأن ما سواها لا يلتفت إليهم وإن امتلأ العالم منهم " انتهى فظهر أن الحديث النبوي صلى الله عليه وآله وسلم لنا لا علينا.
وأما تاسعا فلأن قوله " وهب أن عليا أفضل من أبي بكر في نفس الأمر،. إلى آخره " مدخول بأن هذا الكلام لو تم لدل على كون الشيعة معذورين في حكمهم ببطلان خلافة الثلاثة واستحقاقهم اللعن لأنهم أيضا إنما حكموا بذلك لأدلة صرحت لهم وهم مجتهدون،. إلى آخر ما ذكره على أنا قد بينا عدم صراحة تلك الأدلة بل عدم دلالتها على ما قصدوه أصلا وأنهم إنما تشبثوا بذلك عنادا وإفسادا على العوام كدعوى معاوية وغيره من البغاة الغاوية اجتهادهم في الخروج على الإمام الحق علي عليه السلام من غير جهد أو اجتهاد في تحقق ذلك المرام مع ظهور الأمر على سائر الصحابة الكرام وعلماء تلك الأيام.
وأما عاشرا فلأن ما ذكره من " أن الشيعة لم يشقوا عن قلب علي حتى يعلموا أن ذلك تقية بل قرائن أحواله وما كان عليه من عظم الشجاعة والإقدام،. إلى آخره " مدفوع بأن استعلام الأمور لا يحتاج إلى شق القلوب وصدع الصدور فإنه ع كان يعلن لشيعته المخلصين المخصوصين به ما كان يضمره عن غيره من المخالفين وقد نصب لشيعته