والثلاثة كان مدارهم على الفرار وولي الأدبار كما حقق في كتب الأحاديث والأخبار وأما قوله تعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين " فقد بينا أيضا في ضمن الحديث المذكور سابقا عدم دلالته على مدعاه على أنا لا نسلم كون المشايخ الثلاثة من السابقين الأولين فإن السابقين الأولين من المهاجرين هم الذين هاجروا الهجرة الأولى وهي الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في حصاره بمكة حين حاصرت قريش بني هاشم مع رسول الله صلى الله عليه وآله في شعب عبد المطلب أربع سنين والأمة مجتمعة على أن أبا بكر وعمر لم يكونا معهم في ذلك الموطن بل لا نسلم كون أولهم من المهاجرين مطلقا كما سيأتي بيانه في الموضع اللائق به إنشاء الله تعالى وأما ثالثا فلأن ما اختلقه من نسبة الاختلاق إلى الشيعة فهم برآء منه لأن الشيعة عن آخرهم أجل مكانا وفضلا عن أعمال المصادرة والاحتجاج على خصامهم بما رووه من طرق أهل البيت عليهم السلام كما فعل هذا في كتابه هذا من الاحتجاج على الشيعة بالأحاديث المروية من طريق أهل نحلته، المتسمين بأهل السنة بل الشيعة التزموا أن يحتجوا بما في كتب أهل السنة عليهم لعلمهم بأنه أدعى إلى تلقيه بالقبول، وأوفق رأي الجميع متى رجعوا إلى الأصول وأن ذلك أتم في الورود وقيام الحجة بشهادة الخصم أو كدوان تعددت الشهود، فمن أين جاء الافتراء و الاختلاق لولا أنه ليس للناصب في الآخرة من خلاق.
وأما رابعا فلأن ما ذكره من أن الله تعالى لم يختر لأكمل أنبيائه إلا أكمل من عداهم من بقية الأمم نقول في جوابه نعم لم يختر له إلا الأكمل لكن الشأن في إثبات أن الثلاثة معدودة في الأكمل والشيعة من وراء المنع بأسانيد معتبرة متفق عليها