فليس بباطل سيما إذا قامت القرينة الحالية والمقالية على أعمال ذلك وأي قراين و أسباب وإمارات أظهر مما روي عنه عليه السلام يوم الاكراه على البيعة مخاطبا للرسول صلى الله عليه وآله في ضريحه " يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين " ويردد ذلك ويكرره ومما روي عنه في الشكاية عن غصبهم للخلافة عنه وتقمصهم إياها ما هو مصرح به في الخطبة الشقشقية المشهورة المذكورة في نهج البلاغة وفي قوله عليه السلام أيضا " اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم قد قطعوا رحمي وكفأوا إنائي، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري وقالوا إلا أن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تمنعه فاصبر مغموما أو مت متأسفا فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي فضننت بهم عن المنية، فأغضيت على القذى وجرعت ريقي على الشجى، وصبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم وآلم للقلب من حز الشفار إلى غير ذلك من الكلمات التي تواتر معناها على أن هذا الكلام إنما يحتاج إليه في دفع الشبهة متى لم نبن كلامنا على صحة النص على أمير المؤمنين عليه السلام ومتى بنينا الكلام في أسباب الخوف والتقية وترك النزاع والانكار على صحة النص ظهر الأمر ظهورا يدفع الشبهة عن أصله لأنه إذا كان هو عليه السلام المنصوص عليه بالإمامة و المشار إليه بينهم بالخلافة ثم رآهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله تنازعوا الأمر بينهم تنازع من لم يسمعوا فيه نصا ولا أعطوا فيه عهدا ثم صاروا إلى إحدى الجهتين بطريق الاختيار وصمموا على أن ذلك هو الواجب الذي لا يعدل عنه ولا حق سواه علم عليه السلام أن ذلك مؤيس من نزوعهم ورجوعهم ومخيف من ناحيتهم
(٢٩)