كان يجعل أهل القبلة مع اختلافهم في مذاهبهم مسلمين، وقال: نمتنع عن تكفيرهم لأن المسائل التي اختلفوا فيها لطاف ودقاق يدق النظر فيها " وقال إمام الحرمين في كتاب غياث الأمم " إن قيل لنا فعلوا ما يقتضي التكفير وما يوجب التضليل والتبديع، قلنا هذا طمع في غير مطمع فإن هذا بعيد المدرك، عزيز المسلك، شمل من تيار بحار التوحيد، ومن لم يحط علما بماهيات الحقائق، لم يحصل من التكفير على وثائق، ولو أوغلت في جميع ما يتعلق بأذيال الكلام في هذا الباب لبلغ مجلدات ثم لا يبلغ الغايات " وقال الأنصاري في نكت الأدلة " سمعت الأستاذ أبا القاسم القشيري يقول: راجعت الأستاذ أبا بكر بن فورك في هذه المسألة مرارا ولم يحر جوابا وقال حتى أنظر فإنه دين " وقال القاضي أبو المحاسن الروياني في الحلية " ولا ينبغي أن يصلى خلف المبتدع فإن صلى لا يلزمه الإعادة لأنا لا نكفر أحدا من أهل المذاهب المختلفة " وقال عليه الصلاة والسلام " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فله ما لنا وعليه ما علينا " ولهذا يناكحون ويقرون عليه مع وجوب الاحتياط فهؤلاء هم العلماء أعضاد الدين وأعلام الإسلام تراهم كيف يحترزون من إطلاق التكفير فبهداهم اقتده،. وإياك والاغترار بقول مجازف يوهمك التعصب للدين وقصده استتباع العوام واجتذاب الحطام والأغراض الدنيوية وهلاك الأعمال النفسية ومن خادع بالتمويه مولاه فقد باع دينه بدنياه وخسر أولاه وعقباه وليعلم الإنسان أن الدنيا زجاج ذو تلاويح وسراج في مدرك الريح والآخرة ملك أبدي وبقاء سرمدي عند جوار الحق في مقعد صدق فانظر أي الفريقين أحق بالأمن. " 72 قال: الباب الثاني فيما جاء عن أكابر أهل السنة من مزيد الثناء على الشيخين ليعلم براءتهما مما يقول الشيعة والرافضة من عجائب الكذب والافتراء وليعلم بطلان ما زعموه من أن عليا إنما فعل * ما مر عنه تقية ومداراة وخوفا وغير ذلك من قبائحهم *
(٢٣٤)