كتابا مشتملا على أمره بالمسح وإظهار أن الأمر السابق إنما كان لعلمه عليه السلام بما يبتلى به من الامتحان في الوضوء إن قلت: أنه عليه السلام إما كاذب في قوله " قد سماه صديقا رسول الله صلى الله عليه وآله " وهو لا يليق بعصمته وطهارته، وإما صادق وكفى به فضلا لأبي بكر. قلت جاز أن يكون ذلك تهكما على من زعم أن تلك الشبهة قد وقعت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأن يكون بناء على قوله صلى الله عليه وآله " من ابتلي ببليتين فليختر أيسرهما " ومضمون المقدمة المقدمة مذكور في الكتب الكلامية القائلة أن ارتكاب أقل القبيحين للتخلص واجب فتدبر. وأما ما رواه من خبر حلية السيف، فبعد الاغماض عما في رجال سنده من الزيف، يتوجه أن ذكر الصديق فيه إما من إضافات الراوي تعظيما له كما قد يضيف الراوي المتأخر لفظ " عليه السلام، ورضي الله عنه " مع فقدانه في عبارة الراوي المتقدم أو لأجل تحصيل التميز للمخاطب من غير تصديق بمضمونه أو للاستهزاء كما في قوله تعالى " ذق إنك أنت العزيز الكريم " أو للتقية عن السائل. وأما قوله عليه السلام " قد حلى أبو بكر سيفه " فليس المقصود من الاستدلال عدم البأس بفعل أبي بكر من حيث أنه فعله بل بعمله ذلك زمن النبي صلى الله عليه وآله وبمحضر فيه وتقرير النبي صلى الله عليه وآله إياه فالحجة في تقرير النبي صلى الله عليه وآله لا في مجرد فعل أبي بكر وهو ظاهر.
73 - قال: وأخرج أيضا عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال:
ما أرجوا من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ولقد ولدني مرتين انتهى.
أقول: يدل على كذب هذا الخبر أن صاحب الشفاعة العظمى هو جده صلى الله عليه وآله فلا يليق به عليه السلام نسيان شفاعة جده صلى الله عليه وآله وإظهار