عند الله تعالى لكن خاتمية نبينا صلى الله عليه وآله منع عن بعث علي عليه السلام وإطلاق الاسم عليه شرعا ويؤيد ذلك ما رواه محمد بن يعقوب الكليني الرازي رحمة الله عليه في الجامع الكافي في باب " أن الأئمة هم أركان الأرض عليهم السلام " بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام إلى أن قال: " وقال أمير المؤمنين عليه السلام أنا قسيم الله بين الجنة والنار لا يدخلهما داخل إلا على حد قسمي، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا الإمام لمن بعدي، والمؤدي عمن كان قبلي، لا يتعدى مني إلى أحد إلا أحمد صلى الله عليه وآله، وإني وإياه لعلى سبيل واحد إلا أنه هو المدعو باسمه " أي الرسالة والنبوة إلى آخره،. الحديث هذا وإيراد الألفاظ المحتملة لا يستبعد من العامل بالتقية كما مر لظهور أن هذا المقام أنسب بأعمال التقية والألغاز من الإفصاح والإبراز. وأما ما رواه عن مولانا الباقر عليه السلام ففيه أن ما أخبر به عليه السلام من إجماع بني فاطمة رضي الله عنهم على ما ذكر إنما كان خوفا وتقية عن بني أمية التابعين لهما أو عن جماعة أخرى من أتباعهما الذين كانوا في ذلك الزمان إذا سمعوا سب الشيخين من لسان أحد الشيعة بادروا في مقابله بسب علي عليه السلام ويؤيد هذا ما روي عن الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم " حيث قال عليه السلام: " لا تسبوهم فإنهم يسبون عليكم " وأيضا عدوله عليه السلام عن أن يقول أجمع المسلمون أو نحوه إلى قوله " أجمع بنو فاطمة " يدل على أنه إنما ذكر هذا الكلام لدفع ضرر متوجه إليهم من اتهامهم بعدم كونهم قائلين في الشيخين أحسن ما يكون من القول ولولا ما ذكرناه لكان أقل ما يناسب مقام التأكيد أن يقول أجمع بنو هاشم حتى يشمل سائر ذرية. علي عليه السلام ممن لا يكون فاطميا وغيرهم من آل عباس وعقيل وجعفر ونظائرهم وأيضا: نحن نعلم علما قطعيا انعقاد الإجماع من بني فاطمة عليها السلام
(٢٣٩)