الزائغ الضليل، ودفع غائلة شره بالمموه من الدليل، على أنه لم يظهر من تقريره كيفية كون عمر أحد والديه فيكون ذلك كلاما مختلا لا يليق بجناب الإمام عليه السلام، كما لا يخفى على أولي الأفهام.
89 - قال: وأخرج أيضا عن أبي جعفر الباقر قال: من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة انتهى.
أقول: قد ذكر سابقا نظير هذا الحديث عن أبي جعفر الباقر عليه السلام وهو قوله " من شك في أبي بكر وعمر فقد شك في السنة " وقد ذكرنا عدم دلالته على مقصود القوم فتذكر.
90 - قال: فهذه أقاويل المعتبرين من أهل البيت رواها عنهم الأئمة الحفاظ الذين عليهم المعول في معرفة الأحاديث والآثار، وتمييز صحيحها من سقيمها بأسانيدهم المتصلة، فكيف يسع المتمسك بحبل أهل البيت ويزعم حبهم أن يعدل عما قالوه من تعظيم أبي بكر وعمر واعتقاد حقية خلافتهما وما كانا عليه وصرحوا بتكذيب من نقل عنهم خلافه ومع ذلك يرى أن ينسب إليهم ما تبرءوا منه ورأوه ذما في حقهم حتى قال زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما: أيها الناس أحبونا حب الإسلام فوالله ما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا وفي رواية حتى نقصتمونا إلى الناس أي بسبب ما نسبوه إليهم مما هم برآء منهم فلعن الله من كذب على هؤلاء الأئمة ورماهم بالزور والبهتان انتهى.
أقول: قد أوضحنا بعون هادي السبيل، أن بعض ما نقله من الأقاويل، عن سادات أهل البيت الجليل، قد تقولوها عليهم وكذبوا في نسبتها إليهم لنصرة المذهب الذليل، و إن البقية صريحة في أعمال التقية ودفع شر أهل الاضلال والتضليل. وأما مدحه لحفاظ قومه بما مدحهم به فهو مصادرة على المطلوب، ومجاهرة بتصديق الكذوب، وكيف يصير