تغييره فان صح موته ردت الصفقة وان صح تغيره فكذلك أيضا، ولئن قلتم: ان هذا يمنع من بيعه فامنعوا من بيع كل غائب من الحيوان ولو أنه خلف الجدار إذ لعله قد مات للوقت حين عقد الصفقة أو تغير بكسر. أو وجع. أو عور، نعم وامنعوا من يبع البيض. والجوز. واللوز. وكل ذي قشر إذ لعله فاسد ولا فرق بين شئ من ذلك وإنما الغرر ما أجزتموه من بيع المغيبات التي لم يرها أحد قط من الجزر. والبقل. والفجل ولعلها مستاسة أو معفونة، وما إجازة بعضكم من بيع ما لم يخلق بعد من بطون المقاثى التي لعلها لا تخلق أبدا. ومن لبن الغنم شهرين أو ثلاثة ولعلها تموت أو تحارد فلا يدر لها شخب (1). ومن بيع لحم شاة مذبوحة لم تسلخ بعد فلا يدرى أحد من خلق الله تعالى ما صفته، فهذا وأشباهه هو بيع الغرر المحرم، وقد أجزتموه لا ما صح ملكه وعرفت صفاته، وقال بعضهم: أنما منعنا من ذلك بالنص الوارد فيه فقلنا: تلك آثار مكذوبة لا يحل الاحتجاج بها ولو صحت لكنا أبدر إلى الاخذ بها منكم * وهي كما روينا من طريق عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء عن جهضم بن عبد الله عن محمد بن زيد العبدي عن شهر بن حوشب الأشعري عن أبي سعيد الخدري (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع العبد وهو آبق. وعن ان تباع المغانم قبل أن تقسم. وعن بيع الصدقات قبل أن تقبض) * ومن طريق أبى بكر بن أبي شيبة نا حاتم بن إسماعيل عن جهضم بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم الباهلي عن محمد بن زيد عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شراء ما في بطون الانعام حتى تضع. وعن ما في ضروعها إلا بكيل. وعن شراء البعد الآبق. وعن شراء المغانم حتى تقسم. وعن شراء الصدقات حتى تقبض. وعن ضربة الغائص) * قال أبو محمد: جهضم. ومحمد بن إبراهيم. ومحمد بن زيد العبدي مجهولون. وشهر متروك، ثم لو صححوه فهو دمار عليهم لأنهم مخالفون لما فيه وكلهم - يعنى الحاضرين من خصومنا - يجيزون بيع الأجنة في بطون الأمهات مع الأمهات، والمالكيون يجيزون بيع اللبن الذي لم يخلق بعد والذي في الضروع بغير كيل لكن شهرين أو نحو ذلك، ويجيزون شراء المغانم قبل أن تقسم بل هو الواجب عندهم والأولى؟ والحنيفيون يجيزون أخذ القيمة عن الصدقة الواجبة وهذا هو بيع الصدقة قبل أن تقبض، وهذا بيع الغرر حقا لأنه لا يدرى ما باع ولا أيها باع ولا قيمة ماذا أخذ فهو أكل المال بالباطل حقا. والغرر حقا، والحرام حقا * واحتجوا بخبر فيه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف فيه النهى عن بيع السمك في الماء ثم
(٣٩٠)