والذين بالبقيع من الأئمة ع هم: أبو محمد الحسن بن علي وأبو محمد علي بن الحسين زين العابدين وأبو جعفر محمد بن علي الباقر وأبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهم أجمعين وجميعهم في موضع واحد وقبر واحد، فإذا أتى هذا القبر جعله من بين يديه وقال:
السلام عليكم أئمة الهدي السلام عليكم أيها الحجج على أهل الدنيا السلام عليكم أيها القوامون في البرية بالقسط السلام عليكم أهل الصفوة السلام عليكم أهل النجوى.
أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله عز وجل وكذبتم وأسئ إليكم فغفرتم.
وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون وأن طاعتكم مفروضة وأن قولكم الصدق وأنكم دعوتم فلم تجابوا وأمرتم فلم تطاعوا وأنكم دعائم الحق وأركان الأرض لم تزالوا بعين الله جل وعز ينسخكم في أصلاب كل مطهر وينقلكم في الأرحام الطاهرات لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء ولم يسر فيكم فتن الأهواء طبتم وطهرتم فمن الله بكم علينا ديان يوم الدين فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وجعل صلاتنا عليكم رحمة لنا وكفارة لذنوبنا فاختاركم لنا فطيب خلقنا بما من به علينا من ولايتكم وكنا عنده مسلمين.
وهذا مقام من أسرف وأخطأ واستكان وأقر بما جنى يرجو بمقامه الخلاص وأن يستنقذه الله بكم مستنقذ الهالكين فكونوا له شفعاء فقد وفدت إليكم إذ رغب مخالفوكم عنكم من أهل الدنيا واتخذوا آيات الله هزوا واستكبروا عنها.
يا من هو قائم لا يسهو ودائم لا يلهو ومحيط بكل شئ لك المن بما وفقتني وعرفتني بما أعنتني عليه إذ صد عنه عبادك وجهلوا معرفتهم واستخفوا بحقهم ومالوا إلى سواهم فكانت المنة لك على ومنك إلى فلك الحمد إذ كنت عندك