____________________
من الأمرين المتقدمين في اسلام من حكم باسلامه من الابتداء: وأما من حكم بكفره كذلك فالحكم بطهارته يتوقف على أن يظهر الاسلام بالاقرار بالشهادتين وإن كان اقرارا صوريا ولم يكن معتقدا به حقيقة وقلبا يدل عليه - مضافا إلى السيرة المتحققة فإن النبي - ص - كان يكتفي في اسلام الكفرة بمجرد اجرائهم الشهادتين باللسان مع القطع بعدم كونهم بأجمعهم معتقدين بالاسلام حقيقة وإلى قوله عز من قائل: والله يشهد أن المنافقين لكاذبون (* 1) وقوله: ولما يدخل الايمان في قلوبكم (* 2) حيث إنه سبحانه أخبر في الآية الأولى عن كذب المنافقين في اعترافهم برسالته - ص - واعترض في الثانية على دعواهم الايمان ومع ذلك كله كان - ص - يعامل معهم معاملة الطهارة والاسلام. أضف إلى ذلك: إن بعض الصحابة لم يؤمنوا بالله طرفة عين وإنما كانوا يظهرون الشهادتين باللسان وهو - ص - مع علمه بحالهم لم يحكم بنجاستهم ولا بكفرهم - ما ورد في غير واحد من الأخبار من أن الاسلام ليس إلا عبارة عن الاقرار بالشهادتين (* 3) كما نطق بذلك أيضا بعض ما ورد من غير طرقنا ففي صحيح البخاري (* 4) عن النبي - ص - إني أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله كي يصون بذلك دماءهم وأموالهم مني. وعلى الجملة إن احترام الدماء والأموال وغيرهما من الآثار مترتب على اظهار الشهادتين ولا يعتبر في ترتبها