____________________
بالحرمة بعنوان آخر ككونه سببا لنقض الصلاة - وهو محرم على المشهور - أو لاستلزامه تأخير الصلاة عن وقتها أو لتفويت واجب آخر كالانفاق على من يجب عليه انفاقه أو لاستلزامه اختلال النظام أو الهلاكة ونحوهما. إلا أنها عناوين طارءة محرمة في حد أنفسها من غير ناحية الوسواس. والكلام في أن الوسواس بما هو كذلك - إذا لم يستلزمه شئ من العناوين المحرمة - محرم أو لا حرمة فيه. نعم ورد في بعض الروايات النهي عن تعويد الشيطان نقض الصلاة (* 1) وفي صحيحة عبد الله بن سنان ذكرت لأبي عبد الله عليه السلام رجلا مبتلى بالوضوء والصلاة، وقلت هو رجل عاقل، فقال أبو عبد الله عليه السلام وأي عقل له وهو يطيع الشيطان؟ فقلت له وكيف يطيع الشيطان؟ فقال:
سله هذا الذي يأتيه من أي شئ هو فإنه يقول لك من عمل الشيطان (* 2) إلا أن شيئا من ذلك لا يقتضي حرمة الوسواس وذلك فإن النهي عن التعويد إرشاد إلى عدم ارتكاب نقض الصلاة لأنه مرجوح وقد ذهب المشهور إلى حرمته والتزم بعضهم بكراهته - وليس تحريما مولويا - وقد علل ذلك في بعض الروايات بأن الخبيث إذا خولف وعصي لم يعد (* 3) وكيف كان فلا تستفاد من الرواية حرمة الوسواس وكذا صحيحة ابن سنان وذلك لأنا نسلم أن الوسواس بل مجرد الشك والتردد من الشيطان ونعترف بأن الوسواسي يطيعه إلا أنه لا دليل على حرمة إطاعة الشيطان في جميع الموارد إذ الانسان قد يقدم على مكروه أو مباح، ولا إشكال في أنه من الشيطان لأن المؤمن - حقيقة - الذي هو أعز من الكبريت الأحمر لا يضيع وقته الثمين بالاشتغال بالمكروه أو المباح كيف وقد حكي عن بعضهم أنه لم يرتكب طيلة حياته مباحا فضلا عن المكروه فارتكاب غير محبوبه تعالى إطاعة للشيطان مع حليته فليكن الوسواس أيضا من
سله هذا الذي يأتيه من أي شئ هو فإنه يقول لك من عمل الشيطان (* 2) إلا أن شيئا من ذلك لا يقتضي حرمة الوسواس وذلك فإن النهي عن التعويد إرشاد إلى عدم ارتكاب نقض الصلاة لأنه مرجوح وقد ذهب المشهور إلى حرمته والتزم بعضهم بكراهته - وليس تحريما مولويا - وقد علل ذلك في بعض الروايات بأن الخبيث إذا خولف وعصي لم يعد (* 3) وكيف كان فلا تستفاد من الرواية حرمة الوسواس وكذا صحيحة ابن سنان وذلك لأنا نسلم أن الوسواس بل مجرد الشك والتردد من الشيطان ونعترف بأن الوسواسي يطيعه إلا أنه لا دليل على حرمة إطاعة الشيطان في جميع الموارد إذ الانسان قد يقدم على مكروه أو مباح، ولا إشكال في أنه من الشيطان لأن المؤمن - حقيقة - الذي هو أعز من الكبريت الأحمر لا يضيع وقته الثمين بالاشتغال بالمكروه أو المباح كيف وقد حكي عن بعضهم أنه لم يرتكب طيلة حياته مباحا فضلا عن المكروه فارتكاب غير محبوبه تعالى إطاعة للشيطان مع حليته فليكن الوسواس أيضا من