____________________
إلا أن ما يمنعنا عن ذلك، ويقتضي الحكم بطهارة أبوالها ملاحظة سيرة الأصحاب من لدن زمانهم (ع) الواصلة إلينا يدا بيد، حيث إنها جرت على معاملتهم معها معالمه الطهارة، لكثرة الابتلاء بها، وبالأخص في الأزمنة المتقدمة فإنهم كانوا يقطعون المساقاة بمثل الحمير والبغال والفرس فلو كانت أبوالها نجسة لاشتهر حكمها وذاع، ولم ينحصر المخالف في طهارتها بابن الجنيد والشيخ (قدهما) ولم ينقل الخلاف فيها من غيرهما من أصحاب الأئمة والعلماء المتقدمين، وهذه السيرة القطعية تكشف عن طهارتها، وبها تحمل الأخبار المتقدمة الصريحة في نجاسة الأبوال المذكورة على التقية، فإن العامة ولا سيما الحنفية منهم ملتزمون بنجاستها (* 1) وقد اعترف بما ذكرناه