____________________
و (أما المقام الثاني) فقد عرفت أن ابن أبي عقيل ذهب إلى عدم انفعال القليل كالماء الكثير، ووافقه على ذلك المحدث الكاشاني (ره) واستدل عليه بوجوه من الأخبار وغيرها.
الأخبار الدالة على عدم انفعال القليل (فمنها): ما استدل به الكاشاني (قده) من قوله صلى الله عليه وآله خلق الله الماء طهورا لا ينجسه شئ إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه (* 1) وادعى أنها مستفيضة وقد دلت على حصر موجب الانفعال بالتغير في أحد الأوصاف الثلاثة وإن ما لا تغير فيه لا انفعال فيه قليلا كان أم كثيرا.
وهذا الاستدلال من عجائب ما صدر عن الكاشاني (ره) لأنه من أحد المتضلعين في الأخبار وقد ادعى مع ذلك استفاضة الروايات المتقدمة عن النبي صلى الله عليه وآله ولم يرد شئ منها من طرقنا وإنما رواها العامة بطرقهم فلا رواية حتى تستفيض فهذه الدعوى سالبة بانتفاء موضوعها على أنها لم تبلغ مرتبة الاستفاضة من طرق العامة أيضا وإنما رووها بطريق الآحاد ومثل هذا لا يكاد يخفى على المحدث المذكور فهو من غرائب الكلام.
و (منها): ما ورد من طرقنا بمضمون أن الماء لا ينجسه شئ إلا أن يتغير طعمه أو ريحه أو لونه حيث حصر علية الانفعال بالتغير في أحد الأوصاف الثلاثة وهو كما في رواية القماط أنه سمع أبا عبد الله (ع) يقول في الماء يمر به الرجل وهو نقيع فيه الميتة والجيفة فقال أبو عبد الله (ع) إن كان الماء قد تغير ريحه أو طعمه فلا تشرب ولا تتوضأ منه وإن لم يتغير
الأخبار الدالة على عدم انفعال القليل (فمنها): ما استدل به الكاشاني (قده) من قوله صلى الله عليه وآله خلق الله الماء طهورا لا ينجسه شئ إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه (* 1) وادعى أنها مستفيضة وقد دلت على حصر موجب الانفعال بالتغير في أحد الأوصاف الثلاثة وإن ما لا تغير فيه لا انفعال فيه قليلا كان أم كثيرا.
وهذا الاستدلال من عجائب ما صدر عن الكاشاني (ره) لأنه من أحد المتضلعين في الأخبار وقد ادعى مع ذلك استفاضة الروايات المتقدمة عن النبي صلى الله عليه وآله ولم يرد شئ منها من طرقنا وإنما رواها العامة بطرقهم فلا رواية حتى تستفيض فهذه الدعوى سالبة بانتفاء موضوعها على أنها لم تبلغ مرتبة الاستفاضة من طرق العامة أيضا وإنما رووها بطريق الآحاد ومثل هذا لا يكاد يخفى على المحدث المذكور فهو من غرائب الكلام.
و (منها): ما ورد من طرقنا بمضمون أن الماء لا ينجسه شئ إلا أن يتغير طعمه أو ريحه أو لونه حيث حصر علية الانفعال بالتغير في أحد الأوصاف الثلاثة وهو كما في رواية القماط أنه سمع أبا عبد الله (ع) يقول في الماء يمر به الرجل وهو نقيع فيه الميتة والجيفة فقال أبو عبد الله (ع) إن كان الماء قد تغير ريحه أو طعمه فلا تشرب ولا تتوضأ منه وإن لم يتغير