السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢١٦
الرجل أحق بصدر دابته فكان إذا قيل له من هذا وراءك قال هذا يهديني السبيل أقول لا مخالفة بين هذا وما تقدم لأنه يجوز أن يكون ركب صلى الله عليه وسلم تارة خلف أبى بكر على ناقة أبى بكر وتارة ركب صلى الله عليه وسلم على ناقة نفسه أمامه وأن ركوبه لها كان في أثناء الطريق ويكون صلى الله عليه وسلم إما أركب راحلته عامر بن فهيرة أو ترك ركوبها لأجل إراحتها والهداية كما تكون من المتقدم تكون من المتأخر وإن كان الأول هو الغالب والله أعلم وإلى توجهه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أشار صاحب الهمزية بقوله * ونحا المصطفى المدينة واشتا * قت إليه من مكة الأنحاء * أي وقصد صلى الله عليه وسلم واشتاقت إليه الجهات والنواحي من مكة وقد جاء أنه لما خرج صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مهاجرا وبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله تعالى عليه * (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) * أي إلى مكة وأهل الرجعة يقولون إلى الدينا أي من يقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم يرجع إلى الدنيا كما يرجع عيسى وقد أظهرها عبد الله بن سبأ كان يهوديا وأمه يهودية سوداء ومن ثم كان يقال له ابن السوداء أظهر الإسلام في خلافة عمر رضى الله تعالى عنه وقيل في خلافة عثمان رضي الله عنه وكان قصده بإظهار الإسلام بوار الإسلام فكان يقول العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع إلى الدينا ويكذب برجعة محمد صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى * (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) * فمحمد أحق بالرجعة من عيسى عليهما الصلاة والسلام وتقدم ذلك في أثناء الكلام على بدء الوحي وسيأتي ذلك عند بناء المسجد وكانت قريش كما تقدم أرسلت لأهل السواحل أن من قتل أو أسر أبا بكر أو محمدا كان له مائة ناقة أي فمن قتلهما أو أسرهما كان له مائتان فعن سراقة جاءنا رسل كفار قريش يجعلون فيهما إن قتلا أو أسرا ديتين فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بنى مدلج أي بقديد وهو محل قريب من رابغ أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال يا سراقة إني رأيت أسودة أي أشخاصا بالسواحل أراه محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا أي بمعرفتنا يطلبون ضالة لهم أي وفى
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»