وبضرب من التجوز. وهو هنا يمتن على المسلمين جميعا بأن الله قد صرف عنهم من هموا ببسط أيديهم إليهم، ولو كان المقصود هو النبي فقط، فماذا يعبر عنه بضمائر الجمع؟
وقد يجاب عن ذلك: بأن ذهابه (ص)، وفقده، يكون سببا لذهابهم وتشتتهم، وضعفهم، وبسط اليد إليه بسط لها إليهم، لأنه قائدهم، وبه قوام اجتماعهم.
الا أن يقال: إن ذلك خلاف المفهوم من الآية، وفيه نوع من التجوز والادعاء، فلا يعتمد عليه الا بدليل.
وثالثا: قال العلامة الحسني: (وموضع التساؤل في هذه القصة:
أن النبي (ص) هل كان ينفرد عن أصحابه في غزواته؟! وهل يتركه أصحابه وحيدا في تلك الفلاة، والمشركون على مقربة منهم؟! وهب أنه ذهب إلى الشجرة ليجفف ثيابه من المطر، ولكن كيف تركه ذلك الجيش المؤلف من (450) مقاتلا؟ وخفي عليهم ذلك الرجل الذي تحدر من الجبل لاغتياله، وهو عبيد عن أصحابه الخ؟...) (1).
ويمكن المناقشة في هذا بأن النبي (ص) قد تخلف عن الجيش الراجع من غزوة بدر ليمرض عليا (عليه السلام) كما تقدم في موضعه.
الا أن يقال: إنه في بدر قد تخلف في موضع أمن، لا في موضع مخافة.
وأما الايراد على ذلك بأن النبي (ص) قد تخلف في بعض غزواته، ليسابق زوجته عائشة (2) فهو لا يصح، لأننا نعتقد أنها مجرد قصص مختلقة