منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٣ - الصفحة ٣٤٧
ولكنك غفلت (1) عن أن المعلق على الشرط انما هو نفس الوجوب (2) الذي هو مفاد الصيغة ومعناها، وأما الشخص [1] والخصوصية الناشئة من قبل استعمالها فيه (3) لا تكاد تكون من خصوصيات معناها المستعملة فيه (4) كما لا يخفى، كما لا تكون الخصوصية الحاصلة من قبل الاخبار به من خصوصيات ما أخبر به واستعمل فيه اخبارا (5) لا إنشاء.
____________________
(1) هذا دفع الاشكال المزبور، وتوضيحه: أن المعلق على الشرط - كالمجئ في قوله: (ان جاءك زيد فأكرمه) - هو نفس الوجوب الكلي الذي وضعت له الصيغة، لا الشخص، وذلك لما بيناه في المعاني الحرفية من أن المعنى في كل من الاسم والحرف واحد، وانما الاختلاف في اللحاظ، حيث إن المعنى في الاسم ملحوظ استقلالا، وفي الحرف آلة، وهذان اللحاظان من خصوصيات الاستعمال، لا المستعمل فيه حتى يصير المعنى جزئيا، إذ من المعلوم عدم إمكان دخل الخصوصيات الناشئة عن الاستعمال في المعنى المستعمل فيه، لتأخرها عنه كما تعرض له المصنف في المعنى الحرفي، فراجع.
(2) أي: الوجوب الكلي الذي هو مفاد الصيغة ومعناها.
(3) أي: استعمال الصيغة في معناها.
(4) أي: في المعنى، وضمير (معناها) راجع إلى الصيغة.
(5) قيد لقوله: (واستعمل فيه) وضمائر (به) في قوله: (الاخبار به،

[1] الأولى أن يقال: (التشخص)، لان الشخص هو الجزئي، والغرض بيان وجه تشخصه لا بيان شخصيته. كما أن الأولى تبديل الضمير في قوله (معناها) بالصيغة، بأن يقال: (من خصوصيات معنى الصيغة المستعملة فيه)، حيث إن (المستعملة) صفة للصيغة لا للضمير، فان توصيف الضمير بالظاهر غير معهود.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»
الفهرست