أيها العرب أو الناس (رؤوف رحيم) ثم قال مخاطبا لرسوله ومسليا له، ومرشدا له إلى ما يقوله عند أن يعصى (فإن تولوا) أي أعرضوا عنك ولم يعملوا بما جئت به ولا قبلوه (فقل) يا محمد (حسبي الله) أي كافي الله سبحانه المنفرد بالألوهية (عليه توكلت) أي فوضت جميع أموري (وهو رب العرش العظيم) وصفه بالعظم، لأنه أعظم المخلوقات.
وقد قرأ الجمهور بالجر على أنه صفة لعرش. وقرأ ابن محيصن بالرفع صفة لرب. وقد رويت هذه القراءة عن ابن كثير.
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا) قال: كان إذا نزلت سورة آمنوا بها فزادهم الله إيمانا وتصديقا وكانوا بها يستبشرون. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله (رجسا إلى رجسهم) قال: شكا إلى شكهم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (أولا يرون أنهم يفتنون) قال: يقتلون. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد نحوه وقال: بالسنة والجوع. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: بالعدو. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: بالغزو في سبيل الله. وأخرج أبو الشيخ عن بكار بن مالك قال: يمرضون في كل عام مرة أو مرتين. وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال: كانت لهم في كل عام كذبة أو كذبتان، وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: كنا نسمع في كل عام كذبة أو كذبتين، فيضل بها فئام من الناس كثير. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (نظر بعضهم إلى بعض) قال: هم المنافقون. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: لا تقولوا انصرفنا من الصلاة، فإن قوما انصرفوا صرف الله قلوبهم ولكن قولوا قضينا الصلاة. وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر نحوه. وأقول الانصراف يكون عن الخير كما يكون عن الشر، وليس في إطلاقه هنا على رجوع المنافقين عن مجلس الخير ما يدل على أنه لا يطلق إلا على نحو ذلك وإلا لزم أن كل لفظ يستعمل في لغة العرب في الأمور المتعددة إذا استعمل في القرآن في حكاية ما وقع من الكفار لا يجوز استعماله في حكاية ما وقع عن أهل الخير كالرجوع والذهاب والدخول والخروج والقيام والقعود.
واللازم باطل بالإجماع، فالملزوم مثله، ووجه الملازمة ظاهر لا يخفى. وأخرج عبد بن حميد والحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في دلائل النبوة وابن عساكر عن ابن عباس في قوله (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) قال: ليس من العرب قبيلة إلا وقد ولدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مضريها وربيعها ويمانيها. وأخرج ابن سعد عنه في قوله (من أنفسكم) قال: قد ولدتموه يا معشر العرب. وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه وأبو الشيخ عن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) قال: لم يصبه شئ من ولادة الجاهلية، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح " وهذا فيه انقطاع، ولكنه قد وصله الحافظ الرامهرمزي في كتابه الفاصل بين الراوي والواعي، فقال: حدثنا أبو أحمد يوسف بن هارون بن زياد، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال: أشهد على أبي يحدثني عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول