الله صلى الله عليه وآله وسلم " خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ".
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: " قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) فقال علي بن أبي طالب: يا رسول الله ما معنى من أنفسكم؟ قال: نسبا وصهرا وحسبا، ليس في ولا في آبائي من لدن آدم سفاح كلنا نكاح ". وأخرج الحاكم عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) يعني من أعظمكم قدرا ". وأخرج ابن سعد عنه نحو حديث على الأول. وأخرج الطبراني عنه أيضا نحوه. وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن عائشة نحوه. وفي الباب أحاديث بمعناه، ويؤيد ما في صحيح مسلم وغيره من حديث واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ". وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله حين خلق الخلق جعلني من خير خلقه، ثم حين فرقهم جعلني في خير الفريقين، ثم حين خلق القبائل جعلني من خيرهم قبيلة، وحين خلق الأنفس جعلني من خير أنفسهم، ثم حين خلق البيوت جعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم بيتا وخيرهم نفسا " وفي الباب أحاديث وأخرج ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: آخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي لفظ: آخر ما أنزل من القرآن (لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر الآية، وروى عنه نحوه من طريق أخرى أخرجها عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن الضريس في فضائله، وابن أبي داود في المصاحف وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والخطيب في تلخيص المتشابه والضياء في المختارة. وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة جاءته جهينة فقالوا له: إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا نأمنك وتأمنا قال: ولم سألتم هذا؟ قالوا: نطلب الأمن، فأنزل الله هذه الآية (لقد جاءكم رسول من أنفسكم). وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (فإن تولوا فقل حسبي الله) يعني الكفار تولوا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: إنما سمى العرش عرشا لارتفاعه، وقد رويت أحاديث كثيرة في صفة العرش وماهيته وقدره.
وإلى هنا انتهى الثلث الأول من التفسير المسمى " فتح القدير " الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير بقلم مؤلفه: محمد بن علي الشوكاني، غفر الله لهما. وكان تمام هذا الثلث في نهار يوم الثلاثاء لعله يوم عشرين من شهر محرم سنة 1227 ه.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين.
الحمد له: انتهى سماعا على مؤلفه. أطال الله مدته في شهر جمادي الأولى من عام سنة 1235 ه.
يحيى بن علي الشوكاني غفر الله لهما آمين