بتصديق نبيه، والمؤمنين. وقرأ ابن عباس (وكتابه) فقيل له في ذلك، فقال: كتاب أكثر من كتب، ذهب به إلى اسم الجنس، كما تقول: كثر الدرهم في أيدي الناس. وقد قرأ ابن عباس وفي رواية حمزة، والكسائي، وخلف، وكذلك في " التحريم " وقرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر (وكتبه) هاهنا بالجمع، وفي " التحريم " بالتوحيد. وقرأ أبو عمرو بالجمع في الموضعين.
قوله [تعالى]: (لا نفرق بين أحد من رسله) قرأ أبو عمرو ما أضيف إلى مكنى على حرفين، مثل " رسلنا " و " رسلكم " باسكان السين، وثقل ما عدا ذلك. في قوله [تعالى]: (على رسلك) روايتان، بالتخفيف والتثقيل وقرأ الباقون كل ما [كان] في القرآن من هذا الجنس بالتثقيل وقرأ يعقوب: لا يفرق بالياء مع] ومعنى قوله: (لا نفرق بين أحد من رسله) أي: لا نفعل كما فع أهل الكتاب، آمنوا ببعض، وكفروا ببعض، وقرأ يعقوب " لا يفرق " بالياء، وفتح الراء.
قوله [تعالى]: (غفرانك) أي: نسألك غفرانك، والمصير: المرجع.
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (286) قوله [تعالى]: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) الوسع: الطاقة. قاله ابن عباس، وقتادة ومعناه: لا يكلفها ما لا قدرة لها عليه لاستحالته، كتكليف الزمن السعي، والأعمى النظر. فأما تكليف ما يستحيل من المكلف، لا لفقد الآلات، فيجوز كتكليف الكافر الذي سبق في العلم القديم أنه لا يؤمن الإيمان، فالآية محمولة على القول الأول. ومن الدليل على ما قلناه قوله [تعالى]: في سياق الآية (ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به) فلو كان تكليف ما لا يطاق ممتنعا، كان السؤال عبثا، وقد أمر الله تعالى نبيه بدعاء قوم قال فيهم: (وان تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا) وقال ابن الأنباري: المعنى: لا تحملنا ما يثقل علينا أداؤه، وان كنا مطيقين له على تجشم، وتحمل مكروه،