وهل سألوا ذلك نبيا أم لا؟ فيه قولان:
أحدهما: أنهم سألوا ذلك، فقالوا: (لن نؤمن لك حتى تأتي بالله والملائكة قبيلا) قاله ابن عباس.
والثاني: أنهم بالغوا في المسائل، فقيل لهم بهذه الآية: لعلكم تريدون أن تسألوا محمدا أن يريكم الله جهرة، قاله أبو سليمان الدمشقي.
والكفر: الجحود. والإيمان: التصديق. وقال أبو العالية: المعنى: ومن يتبدل الشدة بالرخاء.
وسواء السبيل: وسطه.
ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير (109) قوله [تعالى]: (ود كثير من أهل الكتاب).
في سبب نزولها ثلاثة أقوال:
أحدها: أن حيي بن أخطب، وأبا ياسر كانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
والثاني: أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة يؤذون رسول الله حين قدمها، فأمر النبي بالصفح عنهم، فنزلت هذه الآية، قاله عبد الله بن كعب بن مالك.
والثالث: أن نفرا من اليهود دعوا حذيفة وعمارا إلى دينهم، فأبيا، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل.
ومعنى " ود ": أحب وتمنى. وأهل الكتاب: اليهود. قال الزجاج من عند أنفسهم موصول:
ب (ود كثير)، لا بقوله: (حسدا) لأن حسد الإنسان لا يكون إلا من عند نفسه. والمعنى:
مودتهم لكفركم من عند أنفسهم، لا أنه عندهم الحق. فأما الحسد، فهو تمني زوال النعمة عن