الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة " وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء.
والثاني: ان المراد بالكرسي علم الله تعالى. رواه ابن جبير عن ابن عباس.
والثالث: أن الكرسي هو العرش، قاله الحسن.
قوله [تعالى]: (ولا يؤوده) أي: لا يثقله، يقال: آده الشئ يؤوده أودا وإيادا. والأود:
الثقل، وهذا قول ابن عباس، وقتادة، والجماعة. والعلي: العالي القاهر، " فعيل " بمعنى " فاعل " قال الخطابي: وقد يكون من العلو الذي هو مصدر: علا يعلو، فهو عال، كقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) ويكون ذلك من علاء المجد والشرف، يقال منه: علي يعلى علاء. ومعنى العظيم: ذو العظمة والجلال، والعظم في حقه [تعالى]: منصرف إلى عظم الشأن، وجلالة القدر، دون العظم الذي هو من نعوت الأجسام.
لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (256) قوله [تعالى]: (لا إكراه في الدين) في سبب نزولها أربعة أقوال:
أحدها: أن المرأة من نساء الأنصار كانت في الجاهلية إذا لم يعش لها ولد، تحلف: لئن عاش لها ولد لتهودنه، فلما أجليت يهود بني النضير، كان فيهم ناس من أبناء الأنصار. فقال الأنصار: يا رسول الله أبناؤنا؟ فنزلت هذه الآية. هذا قول ابن عباس. وقال الشعبي: قالت الأنصار: والله لنكرهن أولادنا على الإسلام، فإنا إنما جعلناهم في دين اليهود إذ لم نعلم دينا أفضل منه، فنزلت هذه الآية.
والثاني: أن رجلا من الأنصار تنصر له ولدان قبل أن يبعث النبي [صلى الله عليه وآله وسلم]، ثم قدما المدينة فلزمهما أبوهما، وقال: والله لا أدعكما حتى تسلما، فأبيا، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنزلت هذه الآية. هذا قول مسروق.
والثالث: أن ناسا كانوا مسترضعين في اليهود، فلما أجلى رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] بني النضير، قالوا: والله ليذهبن معهم، ولندينن بدينهم، فمنعهم أهلوهم، وأرادوا إكراههم على الإسلام، فنزلت الآية.