قاله قتادة.
وفي كيفية مجئ الملائكة به قولان:
أحدهما: أنها جاءت به بأنفسها، قال وهب: قالوا لنبيهم: اجعل لنا وقتا يأتينا فيه، فقال: الصبح، فلم يناموا ليلتهم، ووافت به الملائكة مع الفجر، فسمعوا حفيف الملائكة تحمله بين السماء والأرض.
والثاني: أن الملائكة جاءت به على عجلة وثورين، ذكر عن وهب أيضا. فعلى القول الأول: يكون معنى تحمله: تقله. وعلى الثاني: يكون معنى حملها إياه: تسببها في حمله.
قوله [تعالى]: (إن في ذلك لآية لكم) أي: علامة تدل على تمليك طالوت. قال المفسرون: فلما جاءهم التابوت وأقروا له بالملك، تأهب للخروج، فأسرعوا في طاعته، وخرجوا معه، فذلك قوله [تعالى]:
فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين (249) قوله [تعالى]: (فلما فصل طالوت) أي: خرج وشخص. وفي عدد من خرج معه ثلاثة أقوال:
أحدها: سبعون ألفا، قاله ابن عباس.
والثاني: ثمانون ألفا، قاله عكرمة والسدي.
والثالث: مائة ألف، قاله مقاتل. قال: وساروا في حر شديد، فابتلاهم الله بالنهر. والابتلاء.