هذا من العام الذي أريد به الخاص.
والثالث: أن اللعنة من الأكثر يطلق عليها: لعنة جميع الناس تغليبا لحكم الأكثر على الأقل.
خالدين فيها لا يخفف عنهم الذاب ولا هم ينظرون (162) قوله [تعالى]: (خالدين فيها) في هاء الكناية قولان:
أحدهما: أنها تعود إلى اللعنة، قاله ابن مسعود، ومقاتل:
والثاني: أنها ترجع إلى النار، وإن لم يجر لها ذكر فقد علمت.
وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (163) قوله [تعالى]: (وإلهكم إله واحد).
قال ابن عباس: إن كفار قريش قالوا: يا محمد صف لنا ربك وانسبه، فنزلت هذه الآية، وسورة الإخلاص. والإله بمعنى: المعبود.
إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون (164) قوله [تعالى]: (إن في خلق السماوات والأرض).
في سبب نزولها ثلاثة أقوال:
أحدها: أن المشركين قالوا للنبي: اجعل لنا الصفا ذهبا إن كنت صادقا، فنزلت هذه الآية، حكاه السدي عن ابن مسعود، وابن عباس.
والثاني: أنهم لما قالوا: انسب لنا ربك وصفه، فنزلت: (وإلهكم إله واحد) قالوا: فأرنا آية ذلك، فنزلت: (إن في خلق السماوات والأرض) إلى قوله: (يعقلون) رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثالث: أنه لما نزلت (وإلهكم إله واحد) قال كفار قريش: كيف يسع الناس إله واحد