يهوديا، وقال هؤلاء: ما كان إلا نصرانيا. فنزلت هذه الآية.
ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به على والله يعلم وأنتم لا تعلمون (66) قوله [تعالى]: (ها أنتم) قرأ ابن كثير " ها أنتم " مثل: هعنتم، حديث فأبدل من همزة الاستفهام " الهاء " أراد: أأنتم. وقرأ نافع وأبو عمرو " هانتم " ممدودا استفهام بلا همزة وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، " هأنتم " ممدودا مهموزا ولم يختلفوا في مد " هؤلاء " و " أولاء ".
قوله [تعالى]: (فيما لكم به علم) فيه قولان:
أحدهما: أنه ما رأوا وعاينوا قاله قتادة.
والثاني: ما أمروا به ونهوا عنه، قاله السدي: فأما الذي ليس لهم به علم، فهو شأن إبراهيم [عليه السلام]. روى أبو صالح عن ابن عباس أنه كان بين إبراهيم وموسى، خمسمائة سنة وخمس وسبعون سنة. وبين موسى وعيسى ألف وستمائة واثنتان وثلاثون سنة. وقال ابن إسحاق: كان بين إبراهيم وموسى خمسمائة وخمس وستون سنة، وبين موسى وعيسى ألف وتسعمائة وخمس وعشرون سنة وقد سبق في (البقرة) معنى الحنيف.
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين (67) إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (68) قوله [تعالى]: (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أن رؤساء اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد علمت أنا أولى بدين إبراهيم منك، وأنه كان يهوديا، وما بك إلا الحسد، فنزلت هذه الآية. ومعناها: أحق الناس بدين إبراهيم، الذين اتبعوه على دينه، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم على دينه، قاله ابن عباس.
والثاني: أن عمرو بن العاص أراد أن يغضب النجاشي على أصحاب النبي [صلى الله عليه وسلم]، فقال للنجاشي: إنهم ليشتمون عيسى. فقال النجاشي: ما يقول صاحبكم في عيسى؟ فقالوا: يقول: إنه عبد الله وروحه، وكلمته ألقاها إلى مريم. فأخذ النجاشي من سواكه قدر ما يقذي العين، فقال: والله ما زاد على ما يقول صاحبكم ما يزن هذا القذى، ثم قال: أبشروا، فلا دهورة اليوم على حزب