نبي، فهو كلام من يؤثر أن يرى كيفية الإعادة، أو يستهولها، فيعظم قدرة الله، وإن قلنا: إنه كان رجلا كافرا، فهو كلام شاك، والأول أصح.
قوله [تعالى]: (فأماته الله مائة عام، ثم بعثه).
الإشارة إلى قصته روى ناجية بن كعب عن علي عليه السلام قال: خرج عزير نبي الله من مدينته، وهو رجل شاب، فمر على قرية، وهى خاوية على عروشها، فقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام، ثم بعثه، وأول ما خلق الله منه عيناه، فجعل ينظر إلى عظامه تنظم بعضها إلى بعض، ثم كسيت لحما، ونفخ فيها الروح. قال الحسن: قبضه الله أول النهار، وبعثه الله آخر النهار بعد مائة سنة. قال مقاتل: ونودي من السماء: كم لبثت؟ قال قتادة: فقال: لبثت يوما، ثم نظر فرأى بقية من الشمس، فقال: أو بعض يوم. فهذا يدل على أنه عزير، وقال وهب بن منبه: أقام أرميا بأرض مصر فأوحى الله إليه أن الحق بأرض إيلياء، فركب حماره، وأخذ معه سلة من عنب وتين، ومعه سقاء جديد، فيه ماء، فلما بدا له شخص بيت المقدس وما حوله من القرى نظر إلى خراب لا يوصف فقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها؟ ثم نزل منها منزلا، وربط حماره، وألقى الله عليه النوم، ونزع روحه مئة عام، فلما مر منها سبعون عاما، أرسل الله ملكا إلى ملك من ملوك فارس، عظيم، فقال:
إن الله يأمرك أن تنفر بقومك، فتعمر بيت المقدس وإيلياء وأرضها حتى تعود أعمر ما كانت،، فندب ثلاثمائة قهرمان، ودفع إلى كل قهرمان ألف عامل، وما يصلحه من أداة العمل فلما وقعوا في العمل، رد الله روح الحياة في عيني أرميا، وآخر جسده ميت، فنظر إليها تعمر، فلما تمت بعد ثلاثين سنة، رد الله إليه الروح، فنظر إلى طعامه وشرابه فلم يتسنه وزعم مقاتل أن هذه القصة كانت بعد رفع عيسى عليه السلام.
قوله [تعالى]: (كم لبثت) قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم " لبثت " و " لبثتم " في كل القرآن بإظهار التاء وقرأ أبو عمرو وابن عامر، وحمزة والكسائي بالإدغام، قال أبو علي الفارسي: من بين " لبثت " فلتباين المخرجين، وذلك أن الظاء والذال والثاء من حيز، والطاء والتاء والدال من حيز، فلما تباين المخرجان، واختلف الحيزان، لم يدغم. ومن أدغمها أجراها مجرى المثلين، لاتفاق الحرفين في أنهما من طرف اللسان، وأصول الثنايا، واتفاقهما في الهمس، ورأى الذي بينهما من الاختلاف يسيرا، فأجراهما مجرى المثلين. فأما طعامه وشرابه، فقال وهب: كان معه مكتل فيه