نباتها. وبشرت الأديم: إذا قشرت وجهه، وتباشير الصبح: أوائله. قال: يعني جبريل: (كذلك الله يخلق ما يشاء) أي: بسبب، وبغير سبب. وباقي الآية مفسر في " البقرة ".
ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (48) قوله [تعالى]: (ويعلمه الكتاب) قرأ الأكثرون " ونعلمه " بالنون. وقرأ نافع، وعاصم بالياء، فعطفاه أن على قوله " يبشرك " وفي الكتاب قولان:
أحدهما: أنه كتب النبيين وعلمهم، قاله ابن عباس.
والثاني: الكتابة. قاله ابن جريج، ومقاتل، قال ابن عباس: والحكمة، الفقه وقضاء النبيين.
ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربك أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49) قوله [تعالى]: (ورسولا) قال الزجاج: ينتصب على وجهين:
أحدهما: ونجعله رسولا، والاختيار عندي: ويكلم الناس رسولا.
قوله [تعالى]: (أني أخلق) قرأ الأكثرون " أني " بالفتح، فجعلوها بدلا من آية، فكأنه قال:
قد جئتكم بأني أخلق، وقرأ نافع بالكسر، قال أبو علي: يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون مستأنفا.
والثاني: أنه فسر الآية بقوله: إني أخلق، أي: أصور وأقدر. قال ابن عباس: أخذ طينا، وصنع منه خفاشا، ونفخ فيه، فإذا هو يطير، ويقال: لم يصنع غير الخفاش، ويقال: إن بني إسرائيل نعتوه بذلك، لأن الخفاش عجيبة الخلق. وروي عن أبي سعيد الخدري أنه قال لهم: ماذا تريدون؟
قالوا: الخفاش. فسألوه أشد الطير خلقا، لأنه يطير بغير ريش. وقال وهب: كان الذي صنعه يطير ما دام الناس ينظرونه، فإذا غاب عن أعينهم، سقط ميتا، ليتميز فعل الخلق من فعل الخالق.
والأكثرون قرؤوا (فيكون طيرا) وقرأ نافع هاهنا وفي (المائدة) طائرا قال أبو علي: حجة الجمهور قوله [تعالى]: (كهيئة الطير) ولم يقل: كهيئة الطائر. ووجهة قراءة نافع: أنه أراد: يكون ما أنفخ فيه، أو ما أخلقه، طائرا. وفي " الأكمه " أربعة أقوال:
أحدها: أنه الذي يولد أعمى، رواه الضحاك عن ابن عباس، وسعيد عن قتادة وبه قال