الضارب فيه، فله حق على من يمر به إذا كان محتاجا. ولعل أصحاب القول الأول أشاروا إلى هذا، لأنه إن كان مسافرا، فإنه ضيف لم ينزل.
والقول الثالث: أنه الذي يريد سفرا، ولا يجد نفقة، ذكره الماوردي وغيره عن الشافعي قوله [تعالى]: (وفي الرقاب) أي: في فك الرقاب. ثم فيه قولان:
أحدهما: أنهم المكاتبون يعانون في كتابتهم بما يعتقون به، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وهو مروي عن علي بن أبي طالب، والحسن، وابن زيد، والشافعي.
والثاني: أنهم عبيد يشترون بهذا السهم ويعتقون، رواه مجاهد عن ابن عباس، وبه قال مالك ابن أنس، وأبو عبيد، وأبو ثور. وعن أحمد كالقولين.
وأما البأساء، فهي: الفقر، والضراء: المرض. وحين البأس: القتال، قاله الضحاك. (أولئك الذين صدقوا) قال أبو العالية: تكلموا بالإيمان وحققوه بالعمل.
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم (178) قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص).