قاله أبو معاذ النحوي.
والثالث: أن المثل هاهنا: صلة، والمعنى: فإن آمنوا بما آمنتم به. ومثله قوله: (ليس كمثله شئ) أي: ليس كهو شئ. وأنشدوا:
يا عاذلي دعني من عذلكا * مثلي لا يقبل من مثلكا أي: أنا لا أقبل منك، فأما الشقاق، فهو المشاقة والعداوة، ومنه قولهم: فلان قد شق عصا المسلمين، يريدون: فارق ما اجتمعوا عليه من اتباع إمامهم، فكأنه صار في شق غير شقهم.
قوله [تعالى]: (فسيكفيكهم الله) هذا ضمان لنصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون (138) قوله [تعالى]: (صبغة الله) سبب نزولها أن النصارى كانوا إذا ولد لأحدهم ولد، فأتى عليه سبعة أيام، صبغوه في ماء لهم، يقال له: المعمودية، ليطهروه بذلك، ويقولون: هذا طهور مكان الختان، فإذا فعلوا ذلك، قالوا: صار نصرانيا حقا، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس. قال ابن مسعود وابن عباس، وأبو العالية، ومجاهد، والنخعي، وابن زيد: (صبغة الله): دينه. قال الفراء: (صبغة الله) مردودة على الملة. وقرأ ابن عبلة: (صبغة الله) بالرفع على معنى: هذه صبغة الله. وكذلك قرأ: (ملة إبراهيم) بالرفع أيضا على معنى: هذه ملة إبراهيم. قال ابن قتيبة:
المراد بصبغة الله: الختان، فسماه صبغة، لأن النصارى كانوا يصبغون أولادهم في ماء فقال:
(صبغة الله) أي: الزموا صبغة الله، لا صبغة النصارى وردها على ملة إبراهيم، وقال غيره: إنما سمي الدين صبغة لبيان أثره على الإنسان، كظهور الصبغ على الثوب.
قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون (139) قوله [تعالى]: (أتحاجوننا في الله) قال ابن عباس: يريد: يهود المدينة، ونصارى نجران.
والمحاجة: المخاصمة في الدين، فإن اليهود قالت: نحن أهل الكتاب الأول. وقيل: ظاهرت اليهود عبدة الأوثان، فقيل لهم: تزعمون أنكم موحدون، ونحن نوحد، فلم ظاهرتم من لا يوحد؟!
قوله [تعالى]: (ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم) قال أكثر المفسرين: هذا الكلام اقتضى نوع