الفراء: نقل الفعل عن النفس إلى ضمير " من "، ونصبت النفس على التشبيه بالتفسير، كما يقال:
ضقت بالأمر ذرعا، يريدون: ضاق ذرعي به، ومثله: (واشتعل الرأس شيبا).
والرابع: إلا من جهة نفسه، فلم يفكر فيها، وهو اختيار الزجاج.
قوله [تعالى]: (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) قال ابن الأنباري: لمن الصالحي الحال عند الله تعالى. وقال الزجاج: الصالح في الآخرة: الفآئز.
قوله [تعالى]: (إذ قال له ربه أسلم) وذلك حين وقوع الاصطفاء، قال ابن عباس: لما رأى الكوكب والقمر والشمس، قال له ربه أسلم، أي: أخلص.
قوله [تعالى]: (ووصى) قرأ ابن عباس وأهل المدينة: (وأوصى) بألف، مع تخفيف الصاد، والباقون بغير ألف مشددة الصاد، وهذا لاختلاف المصاحف. أخبرنا ابن ناصر، قال: أخبرنا ثابت، قال: أخبرنا ابن قشيش، قال: أخبرنا ابن حيويه، قال: ابن الأنباري، قال: أخبرنا ثعلب، قال: أملى علي خلف بن هشام البزار قال: اختلف مصحفا أهل المدينة وأهل العراق في اثني عشر حرفا: كتب أهل المدينة: (وأوصى) وأهل العراق. (ووصى) وكتب أهل المدينة:
(سارعوا إلى مغفرة) بغير واو، وأهل العراق: (وسارعوا) وكتب أهل المدينة: (يقول الذين آمنوا) وأهل العراق: (ويقول) وكتب أهل المدينة: (من يرتدد) وأهل العراق: (من يرتد) وكتب أهل المدينة: (الذين اتخذوا مسجدا) وأهل العراق (والذين) وكتب أهل المدينة: (خيرا منهما منقلبا) وأهل العراق: (منها) وكتب أهل المدينة: (فتوكل على العزيز) وأهل العراق: (وتوكل) وكتب أهل المدينة: (وأن يظهر في الأرض الفساد) وأهل العراق: (أو أن يظهر) وكتب أهل المدينة في " حم عسق ": (بما كسبت أيديكم) بغير فاء، وأهل العراق: (فبما) وكتب أهل المدينة (ما تشتهيه الأنفس) بالهاء. وأهل العراق: (ما تشتهي) وكتب أهل المدينة: (فإن الله الغني الحميد) في سورة الحديد وأهل العراق (فإن الله هو الغني) وكتب أهل المدينة: (فلا يخاف عقباها) بالفاء، وأهل العراق: (ولا يخاف).