يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (208) فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فأعلموا أن الله عزيز حكيم (209) هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور (210) قوله [تعالى]: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها نزلت فيمن اسلم من أهل الكتاب، كانوا بعد إسلامهم يتقون السبت ولحم الجمل، وأشياء يتقيها أهل الكتاب. رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: أنها نزلت في أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أمروا بالدخول في الإسلام. روي عن ابن عباس أيضا، وبه قال الضحاك.
والثالث: أنها نزلت في المسلمين، يأمرهم بالدخول في شرائع الاسلام كلها، قاله مجاهد وقتادة.
وفي " السلم " ثلاث لغات: كسر السين، وتسكين اللام. وبها قرأ أبو عمرو، وابن عامر في " البقرة " وفتحا السين في " الأنفال " وسورة " محمد " وفتح السين مع تسكين اللام. وبها قرأ ابن كثير، ونافع، والكسائي في المواضع الثلاثة، وفتح السين واللام. وبها قرأ الأعمش في " البقرة " خاصة.
وفي معنى " السلم " قولان:
أحدهما: أنه الإسلام، قاله ابن عباس، وعكرمة، وقتادة، والضحاك، والسدي، وابن قتيبة، والزجاج في آخرين.
والثاني: أنها الطاعة، روي عن ابن عباس أيضا، وهو قول أبي العالية، والربيع. وقال