كل نبت كثف وكثر وستر بعضه بعضا، فهو جنة.
قوله [تعالى]: (تجري من تحتها) أي: من تحت شجرها لا من تحت أرضها.
قوله [تعالى]: (هذا الذي رزقنا من قبل) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أن معناه: هذا الذي طعمنا من قبل، فرزق الغداة كرزق العشي، روي عن ابن عباس والضحاك ومقاتل.
والثاني: هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا، قاله مجاهد وابن زيد.
والثالث: أن ثمر الجنة إذا جني خلفه مثله، فإذا رأوا ما خلف الجنى، اشتبه عليهم، فقالوا: (هذا الذي رزقنا من قبل) قاله يحيى بن أبي كثير وأبو عبيدة.
قوله [تعالى]: (وأوتوا به متشابها).
فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه متشابه في المنظر واللون، مختلف في الطعم، قاله ابن عباس ومجاهد وأبو العالية والضحاك والسدي ومقاتل.
والثاني: أنه متشابه في جودته، لا ردئ فيه، قاله الحسن وابن جريج.
والثالث: أنه يشبه ثمار الدنيا في الخلقة والاسم، غير أنه أحسن في المنظر والطعم، قاله قتادة وابن زيد. فإن قال قائل: ما وجه الامتنان بمتشابهه، وكلما تنوعت المطاعم واختلفت ألوانها كان أحسن؟! فالجواب: أنا إن قلنا: إنه متشابه المنظر مختلف الطعم، كان أغرب عند الخلق وأحسن، فإنك لو رأيت تفاحة فيها طعم سائر الفاكهة، كان نهاية في العجب. وإن قلنا: إنه متشابه في الجودة، جاز اختلافه في الألوان والطعوم. وإن قلنا: إنه يشبه صورة ثمار الدنيا مع اختلاف المعاني، كان أطرف وأعجب، وكل هذه مطالب مؤثرة.
قوله [تعالى]: (ولهم فيها أزواج مطهرة).
قال ابن عباس: نقية عن القذى والأذى. قال الزجاج: و (مطهرة) أبلغ من طاهرة، لأنه للتكثير. والخلود: البقاء الدائم الذي لا انقطاع له.
* إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين (26) وقوله تعالى: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا).
في سبب نزولها قولان: