لليهود. فإنكم إن قلتم ذلك للمشركين، كان عونا لهم على تصديقه، قاله الزجاج. وقال ابن الأنباري: لا تؤمنوا أن محمدا وأصحابه على حق، إلا لمن تبع دينكم، مخافة أن يطلع على عنادكم الحق، ويحاجوكم به عند ربكم. فعلى هذا يكون معنى الكلام: لا تقروا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع دينكم، وقد ذكر هذا المعنى مكي بن أبي طالب النحوي. وقرأ ابن كثير: أان يؤتى بهمزتين: الأولى مخففة، والثانية ملينة على الاستفهام، مثل: أأنتم أعلم. قال أبو علي:
ووجهها أن " أن " في موضع رفع بالابتداء، وخبره: يصدقون به. ويعترفون به، أو يذكرونه لغيركم، ويجوز أن يكون موضع " أن " نصبا، فيكون المعنى: أتشيعون، أو أتذكرون أن يؤتى أحد، ومثله في المعنى: (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم) وقرأ الأعمش وطلحة بن مصرف: إن يؤتى، بكسر الهمزة، على معنى: ما يؤتى. وفي قوله [تعالى]: (أو يحاجوكم عند ربكم) قولان:
أحدهما: أن معناه: ولا تصدقوا أنهم يحاجوكم عند ربكم، لأنهم لا حجة لهم، قاله قتادة.
والثاني: أن معناه: حتى يحاجوكم عند ربكم على طريق التعبد، كما يقال: لا يلقاه أو تقوم الساعة، قاله الكسائي.
قوله [تعالى]: (إن الفضل بيد الله) قال ابن عباس: يعني النبوة، والكتاب، والهدى (يؤتيه من يشاء) لا ما تمنيتموه أنتم يا معشر اليهود من أنه لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم.
يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (74) قوله [تعالى]: (يختص برحمته من يشاء) في الرحمة ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها الإسلام، قاله ابن عباس، ومقاتل.
والثاني: النبوة، قاله مجاهد.
والثالث: القرآن والإسلام، قاله ابن جريج.
ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون قوله [تعالى]: (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار) قال ابن عباس: أودع رجل ألفا ومئتي أوقية من ذهب عبد الله بن سلام، فأداهما إليه، فمدحه الله بهذه الآية وأودع رجل