والأكل: المأكول، وقال أبو علي: هما لغتان، كالفقر والفقر، والضعف والضعف، والدف والدف، والشهد والشهد.
قوله [تعالى]: (وعسى أن تكرهوا شيئا) قال ابن عباس: يعنى الجهاد. (وهو خير لكم) فتح وغنيمة أو شهادة. (وعسى أن تحبوا شيئا) وهو: القعود عنه. (وهو شر لكم) لا تصيبون فتحا ولا غنيمة ولا شهادة. (والله يعلم) أن الجهاد خير لكم. (وأنتم لا تعلمون) حين أحببتم القعود عنه.
فصل اختلف علماء الناسخ والمنسوخ في هذا الآية على ثلاثة أقوال:
أحدهما: أنها من المحكم الناس للعفو عن المشركين.
والثاني: أنها منسوخة، لأنها أوجبت الجهاد على الكل، فنسخ ذلك بقوله [تعالى]: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة).
والثالث: أنها ناسخة من وجه، منسوخة من وجه.
وقالوا: إن الحال في القتال كانت على ثلاث مراتب:
الأولى: المنع من القتال، ومنه قوله [تعالى]: (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم).
والثانية: أمر الكل بالقتال، ومنه قوله تعالى: (انفروا خفافا وثقالا) ومثلها هذه الآية.
والثالثة: كون القتال فرضا على الكفاية، وهو قوله تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة). فيكون الناسخ منها ايجاب القتال بعد المنع منه، والمنسوخ وجوب القتال على الكل.
يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونك حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (217)