فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس. وقال: (هاجروا) من مكة إلى المدينة، (وجاهدوا) في طاعة الله ابن الحضرمي وأصحابه. و (رحمة الله): مغفرته وجنته. قال الشعبي: أول لواء عقد في الإسلام لواء عبد الله بن جحش، وأول مغنم قسم في الإسلام: مغنمه.
يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون (219) قوله [تعالى]: (يسئلونك عن الخمر والميسر) في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أن عمر بن الخطاب، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت هذه الآية.
والثاني: أن جماعة من الأنصار جاؤوا إلى النبي [صلى الله عليه وآله وسلم]، وفيهم عمر، ومعاذ، فقالوا: أفتنا في الخمر، فإنها مذهبة للعقل مسلبة للمال، فنزلت هذه الآية.
وفي تسمية الخمر خمرا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها سميت خمرا، لأنها تخامر العقل، أي: تخالطه.
والثاني: لأنها تخمر العقل، أي: تستره.
والثالث: لأنها تخمر، أي: تغطي. ذكر هذه الأقوال محمد بن القاسم. وقال الزجاج: الخمر في اللغة: ما ستر على العقل، يقال: دخل فلان في خمار الناس، أي: في الكثير الذي يستتر فيهم، وخمار المرأة قناعها، سمي خمارا لأنه يغطي.
قال: والخمر هاهنا هي المجمع عليها، وقياس كل ما عمل عملها أن يقال له: خمر، وأن يكون في التحريم بمنزلتها، لأن العلماء أجمعوا على أن القمار كله حرام، وإنما ذكر الميسر من