أن لا، وإنما معنى الكلام: أنه لم يكن منهم سؤال، فيكون إلحاف.
قال الأعشى:
لا يغمز الساق من أين ولا وصب * ولا يعض على شرسوفه الصفر معناه ليس بساقه أين ولا وصب، فيغمزها لذلك. قال الفراء: ومثله أن تقول: قل ما رأيت مثل هذا الرجل، ولعلك لم تر قليلا ولا كثيرا من أشباهه، فهم لا يسألون الناس إلحافا، ولا غير إلحاف. وإلى نحو هذا ذهب الزجاج، وابن الأنباري في آخرين.
الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون (274) قوله [تعالى]: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها نزلت في الذين يرتبطون الخيل في سبيل الله عز وجل، رواه حنش الصنعاني عن ابن عباس وهو قول أبي الدرداء وأبي أمامة، ومكحول، والأوزاعي في آخرين.
والثاني: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنه كان معه أربعة دراهم، فأنفق في الليل درهما وبالنهار درهما، وفي السر درهما، وفي العلانية درهما، رواه مجاهد عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وابن السائب، ومقاتل.
والثالث: أنها نزلت في علي، وعبد الرحمن بن عوف، فإن عليا بعث بوسق من تمر إلى أهل الصفة ليلا، وبعث عبد الرحمن إليهم بدنانير كثيرة نهارا، رواه الضحاك عن ابن عباس.
الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من