والابتداء، على قراءتهما بكسر الهمزة، وظاهر الكلام أنه أمر. وقرأ الجعفي عن أبي بكر، " أعلم " بكسر اللام على معنى الأمر بإعلام الغير.
وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم (260) قوله [تعالى]: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى) في سبب سؤاله هذا أربعة أقوال:
أحدها: أنه رأى ميتة تمزقها الهوام والسباع فسأل هذا السؤال، وهذا قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، والضحاك، وعطاء الخراساني، وابن جريج، ومقاتل: وما الذي كانت هذه الميتة؟
فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: كان رجلا ميتا، قاله ابن عباس.
والثاني: كان جيفة حمار، قاله ابن جريج، ومقاتل.
والثالث: كان حوتا ميتا، قاله ابن زيد.
والثاني: أنه لما بشر باتخاذ الله له خليلا، سأل هذا السؤال ليعلم صحة البشارة، ذكره السدي عن ابن مسعود، وابن عباس. وروي عن سعيد بن جبير أنه لما بشر بذلك، قال: ما علامة ذلك؟
قال: أن يجيب الله دعاءك، ويحيي الموتى بسؤالك، فسأل هذا السؤال.
والثالث: أنه سأل ذلك ليزيل عوارض الوسواس، وهو قول عطاء ابن أبي رباح.
والرابع: أنه لما نازعه نمرود في إحياء الموتى، سأل ذلك ليرى ما أخبر به عن الله تعالى، وهذا قول محمد بن إسحاق.
قوله [تعالى]: (أو لم تؤمن) أي: أو لست قد آمنت أني أحيي الموتى؟ وقال ابن جبير: ألم توقن بالخلة؟