إليها، فهي محكمة.
قوله [تعالى]: (كذلك يبين الله) قال الزجاج: إنما قال كذلك، وهو يخاطب جماعة، لأن الجماعة معناها: القبيل، كأنه قال: كذلك يا أيها القبيل. وجائز أن تكون الكاف للنبي، صلى الله عليه وآله وسلم، كأنه قال: كذلك يا أيها النبي، لأن الخطاب له مشتمل على خطاب أمته. وقال ابن الأنباري: الكاف في " كذلك " إشارة إلى ما بين من الإنفاق، فكأنه قال: مثل ذلك الذي بينه لكم في الانفاق يبين الآيات. ويجوز أن يكون " كذلك " غير إشارة إلى ما قبله، فيكون معناه: هكذا قاله ابن عباس.
(لعلكم تتفكرون) في الدنيا والآخرة فتعرفون فضل ما بينهما، فتعملون للباقي منهما.
في الدنيا والآخرة ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم (220) قوله [تعالى]: (ويسئلونك عن اليتامى) في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أنه لما أنزل الله تعالى: (ولا تقربوا مال اليتمي إلا بالتي هي أحسن) و (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) انطلق من كان عنده مال يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه، من شرابه، فجعل يفضل الشئ من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد. فاشتد ذلك عليهم، فذكروه للنبي، صلى الله عليه وآله وسلم، فنزلت هذه الآية هذا قول ابن عباس، وعطاء، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومقاتل.
والثاني: أن العرب كانوا يشددون في أمر اليتيم حتى لا يأكلون معه في قصعته، ولا يستخدمون له خادما. فسألوا النبي، [صلى الله عليه وآله وسلم]، عن مخالطتهم، فنزلت هذه الآية، ذكره السدي عن أشياخه، وهو قول الضحاك.
وفي السائلين للنبي، [صلى الله عليه وآله وسلم]، عن ذلك قولان:
أحدهما: أن الذي سأله ثابت بن رفاعة الأنصاري، قاله مقاتل.
والثاني: عبد الله بن رواحة، قاله أبو سليمان الدمشقي.
قوله [تعالى]: (قل إصلاح لهم خير) قال ابن قتيبة: معناه: تثمير أموالهم، والتنزه عن أكلها لمن وليها خير. (وإن تخالطوهم فاخوانكم) أي: فهم إخوانكم، حكمهم في ذلك حكم