الليلة قرآن، وأمر أن يستقبل الكعبة، ألا فاستقبلوها فاستداروا وهم في صلاتهم.
فصل اختلف العلماء أي وقت حولت القبلة على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها حولت في صلاة الظهر يوم الاثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله المدينة، قاله البراء بن عازب، ومعقل بن يسار.
والثاني: أنها حولت يوم الثلاثاء للنصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم المدينة، قاله قتادة.
والثالث: جمادى الآخرة، حكاه ابن سلامة المفسر عن إبراهيم الحربي.
وفي (الذين أوتوا الكتاب) قولان:
أحدهما: اليهود، قاله مقاتل.
والثاني: اليهود والنصارى، قاله أبو سليمان الدمشقي.
قوله [تعالى]: (ليعلمون أنه الحق) يشير إلى ما أمر به من التوجه إلى الكعبة، ثم تواعدهم بباقي الآية على كتمانهم ما علموا. ومن أين علموا أنه الحق؟ فيه أربعة أقوال:
أحدها: أن في كتابهم الأمر بالتوجه إليها، قاله أبو العالية.
والثاني: يعلمون أن المسجد الحرام قبلة إبراهيم.
والثالث: أن في كتابهم أن محمدا رسول صادق، فلا يأمر إلا بحق.
والرابع: انهم يعلمون جواز النسخ.
ولئن أتيت أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين (145)