المؤمنين] والمعنى: فيمن مات [من المسلمين قبل أن تحول القبلة] لأنهم داخلون معهم في الملة. قوله تعالى: (لرؤوف) قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم: (لرؤوف) على وزن: لرعوف، في جميع القرآن، ووجهها: أن فعولا أكثر في كلامهم من فعل، فباب ضروب وشكور، أوسع من باب حذر ويقظ. وقرأ أبو عمرو وحمزة، والكسائي، وأبو بكر، عن عاصم:
(لرؤف) على وزن: رعف ويقال: هو الغالب على أهل الحجاز. قال جرير:
ترى للمسلمين عليك حقا * كفعل الوالد الرؤف الرحيم] والرؤوف بمعنى: الرحيم، هذا قول الزجاج. وذكر الخطابي عن بعض أهل العلم ان الرأفة أبلغ الرحمة وأرقها. قال: ويقال: الرأفة أخص، والرحمة أعم.
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون (144) قوله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء).
سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان يحب أن يوجه إلى الكعبة، قاله البراء، وابن عباس، وابن المسيب، وأبو العالية، وقتادة. وذكر بعض المفسرين أن هذه الآية مقدمة في النزول على قوله [تعالى]: (سيقول السفهاء من الناس) واختلفوا في سبب اختيار النبي الكعبة علي بيت المقدس على قولين:
أحدهما: لأنها كانت قبلة إبراهيم، روى عن ابن عباس.
والثاني: لمخالفة اليهود، قاله مجاهد. ومعنى تقلب وجهه: نظره إليها يمينا وشمالا و (في) بمعنى (إلى) و (ترضاها) بمعنى: " تحبها " و (الشطر): النحو من غير خلاف. قال ابن عمر: أتى الناس آت وهم في صلاة الصبح بقباء، فقال: إن رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] قد أنزل عليه