والثاني: (أنهم خالفوا ما في التوراة من صفة محمد [صلى الله عليه وسلم].
والثالث: أنهم خالفوا سلفهم في التمسك بها..
والرابع: أنه القرآن، فمنهم من قال: شعر، ومنهم من قال: إنما يعلمه بشر.
والشقاق: معاداة بعضهم لبعض. وفي معنى " بعيد " قولان:
أحدهما: أن بعضهم متباعد في مشاقة بعض، قاله الزجاج.
والثاني: أنه بعيد من الهدى.
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون (177) قوله تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم).
قال قتادة: ذكر لنا أن رجلا سأل عن " البر "، فأنزلت هذه الآية، فدعاه رسول الله، فتلاها عليه. وفيمن خوطب بها قولان:
أحدهما: انهم المسلمون.
والثاني: أهل الكتابين. فعلى القول الأول، معناها: ليس البر كله في الصلاة، لكن البر ما في هذه الآية. وهذا مروي عن ابن عباس، ومجاهد، وعطاء، والضحاك وسفيان. وعلى القول الثاني، معناها: ليس البر صلاة اليهود إلى المغرب، وصلاة النصارى إلى المشرق، ولكن البر ما في هذه الآية، وهذا قول قتادة، والربيع، وعوف الأعرابي، ومقاتل.