يبطئ عنه. " والمساكين ": جمع مسكين، وهو اسم مأخوذ من السكون، كأن المسكين قد أسمنه الفقر.
وقوله [تعالى]: (وقولوا للناس حسنا) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ونافع، وعاصم، وابن عامر: (حسنا) بضم الحاء والتخفيف، وقرأ حمزة والكسائي: (حسنا) بفتح الحاء والتثقيل. قال أبو علي: من قرأ " حسنا " فجائز أن يكون الحسن لغة في الحسن، كالبخل، والبخل، والرشد والرشد. وجاء ذلك في الصفة كما جاء في الاسم، ألا تراهم قالوا: العرب والعرب ويجوز أن يكون الحسن مصدرا كالكفر والشكر والشغل، وحذف المضاف معه، كأنه قولا ذا حسن. ومن قرأ (حسنا) جعله صفة، والتقدير عنده: قولوا للناس قولا حسنا، فحذف الموصوف.
واختلفوا في المخاطب بهذا على قولين:
أحدهما: أنهم اليهود، قاله ابن عباس، وابن جبير، وابن جريج. ومعناه: اصدقوا وبينوا صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والثاني: أنهم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال أبو العالية: قولوا للناس معروفا، وقال محمد بن علي بن الحسين عليه السلام: كلموهم بما تحبون أن يقولوا لكم. وزعم قوم أن المراد بذلك مساهلة الكفار في دعائهم إلى الإسلام. فعلى هذا، تكون منسوخة بآية السيف.
قوله [تعالى]: (ثم توليتم) أي: أعرضتم إلا قليلا منكم وفيهم قولان:
أحدهما: أنهم أولهم الذين لم يبدلوا.
والثاني: أنهم الذين آمنوا بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في زمانه.
وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون (84) ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وأن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون بعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة