وفي معنى كونهم " فوقهم " ثلاثة أقوال:
أحدها: أن ذلك على أصله، لأن المؤمنين في عليين، والكفار في سجين.
والثاني: أن حجج المؤمنين فوق شبه الكافرين، فهم المنصورون.
والثالث: في أن نعيم المؤمنين في الجنة فوق نعيم الكافرين في الدنيا.
قوله تعالى: (والله يرزق من يشاء بغير حساب) فيه قولان:
أحدهما: أنه يرزق من يشاء رزقا واسعا غير ضيق.
والثاني: يرزق من يشاء بلا محاسبة في الآخرة.
كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (213) قوله تعالى: (كان الناس أمة واحدة) في المراد ب " الناس " هاهنا ثلاثة أقوال:
أحدها: جميع بني آدم، وهو قول الجمهور.
والثاني: آدم وحده، قاله مجاهد. قال ابن الأنباري: وهذا الوجه جائز، لأن العرب توقع الجمع على الواحد. ومعنى الآية: كان آدم ذا دين واحد، فاختلف ولده بعده.
والثالث: آدم وأولاده كانوا على الحق، فاختلفوا حين قتل قابيل وهابيل. ذكره ابن الأنباري.
والأمة هاهنا: الصنف والواحد على مقصد واحد.
وفي ذلك المقصد الذي كانوا عليه قولان:
أحدهما: أنه الإسلام، قاله أبي بن كعب، وقتادة، والسدي، ومقاتل.
والثاني: أنه الكفر، رواه عطية عن ابن عباس.
ومتى كان ذلك. فيه خمسة أقوال:
أحدها: أنه حين عرضوا على آدم وأقروا بالعبودية، قاله أبي بن كعب.
والثاني: في عهد إبراهيم كانوا كفارا، قاله ابن عباس.
والثالث: بين آدم ونوح، وهو قول قتادة.