على وجه التعظيم لما هم فيه فأما الجحيم، فقال الفراء: النار، على النار والجمر على الجمر. وقال أبو عبيدة: الجحيم: النار المستحكمة المسلطة. وقال الزجاج: الجحيم: النار الشديدة الوقود، وقد جحم فلان النار: إذا شدد وقودها، ويقال لعين الأسد: جحمة لشد توقدها. ويقال لوقود الحرب، وهو شدة القتال فيها: جاحم. وقال ابن فارس: الجاحم: المكان الشديد الحر. قال الأعشى:
يعدون للهيجاء قبل لقائها * غداة احتضار البأس والموت جاحم ولذلك سميت الجحيم. وقال ابن الأنباري: قال أحمد بن عبيد: إنما سميت النار جحيما، لأنها أكثر وقودها، من قول العرب: جحمت النار أجحمها: إذا أكثرت لها الوقود.
قال عمران بن حطان:
يرى طاعة الله الهدى وخلافه * الضلالة يصلي أهلها جاحم الجمر ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير (120) قوله [تعالى]: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى).
في سبب نزولها ثلاثة أقوال:
أحدها: أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبي [صلى الله عليه وآله وسلم] إلى قبلتهم، فلما صرف إلى الكعبة يئسوا منه، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
والثاني: أنهم دعوه إلى دينهم، فنزلت، قاله مقاتل.
والثالث: أنهم كانوا يسألونه الهدنة، ويطمعونه في أنه إن هادنهم وافقوه، فنزلت، ذكر